5.Faculty of islamic science_Seminars
Permanent URI for this communityhttps://dspace.univ-eloued.dz/handle/123456789/975
Browse
Browsing 5.Faculty of islamic science_Seminars by Issue Date
Now showing 1 - 20 of 120
- Results Per Page
- Sort Options
Item المفتي ودوره في محاربة الفكر المتطرف(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) قدايمية, أحمد; العربي, عبد الرحـمنالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد: فإن قضية الفتوى من القضايا المهمة في شريعتنا الإسلامية، حيث تمثل الجانب التجديدي في الشريعة، وتبرز صلاحيتها لكل زمان ومكان، مما يجعلها تساير الوقائع والأحداث المستجدة، فالمفتي ابن بيئته يعيش واقعه ويساير أحداثه، ويعرف ما يناسب زمانه من الأحكام والفتاوى، ويعالج قضايا المجتمع من خلال الرجوع إلى نصوص الكتاب والسنة واستنباط الأحكام الشرعية، مراعيا في ذلك قواعد الشرع، من غير غلو ولا جفاء. هذا ولا يقتصر دور المفتي على استنباط الأحكام الشرعية، وبيانها للناس فقط، بل يمتد دوره إلى علاج القضايا المستجدة، والدفاع عن الشريعة الإسلامية من كل ما يمكن أن يشوبها ويشوه صورتها، بل والتصدي لكل ما يمكن أن يهدد أمن المجتمع واستقراره. وفي خضم هذا التطور المعرفي الهائل، والتقارب بين الأفكار، فإن أخطر ما يهدد أمن المجتمعات واستقرارها، هو وفود أفكار التطرف والعنف، وهنا يبرز دور المفتي وتتجلى مكانته في التصدي لهذه الأفكار ومحاربتها، بما يمتلكه من قواعد وأصول شرعية. ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذا البحث مثمنة جهود العلماء في هذا الباب، وفي الوقت نفسه مبرزة دور المفتي في محاربة الفكر المتطرف والتصدي لكل ما يشوه صورة الإسلام.Item أثر قصد المكلف على الفتوى(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) بن دراجي, مبارك; بولخراص, كريمةفي ظل التقدم الباهر لوسائل الإعلام والاتصال المتعددة؛ من مكتوبة ومسموعة ومرئية، وسرعة انتقال المعلومات، تواكب الفتوى هي الأخرى هذا التقدم بفضل فقهاء وعلماء سخروا أنفسهم لخدمة الفتوى ضبطا واستنباط ونشرا، وطفق الناس يسألونهم عن نزاعاتهم ونوازلهم ومشاكلهم وأمور دينهم ليجدوا عندهم شفاء العي ودواء العليل. ولكي تبقى مكانة الفتوى مرفوعة المقام محروسة الجانب من غلو المتشددين ومن استهتار المبطلين، بادر العلماء قديما وحديثا إلى رفع خطامها وشد زمامها، تميزا لأهلها وضمانا لاستمرار فاعليتها عبر العصور، فقرروا ضوابطها وبينوا شروطها في ظل أصول الشريعة العامة، ومقاصد الشارع الكلية. ومن قضايا الفتوى التي اهتم بها المتقدمون وضعف فيها نفس المتأخرين قضية قصد المكلف وعلاقته بالفتوى، حيث نجد المتقدمين قعدوا لها القواعد وبسطوا فيها المسائل، فقالوا: قاعدة معاملة المكلف بنقيض مقصوده الفاسد، وباب إبطال الحيل . وفي ظل هذا العصر الذي سادت فيه قلة الديانة وضعف الوازع الديني أين تُتَّخذ الفتوى – التي لم تراع قصد المكلف- مطية لتحصيل الشهوات وغطاء للمفسدين يتقون بها شناعة الفعل، كان لزاما على أهل الفتوى في زماننا أن يهتموا أكثر بقصد المكلف وأثره على الفتوى حتى تتبين معالمه وضوابطه. ولتحرير مادة هذا الموضوع وإثرائها جاء بحثنا هذا الموسوم بـ : أثر قصد المكلف على الفتوى، مما يسهم في تنزيل الفتوى تنزيلا صحيحا، مستعينا في ذلك بتحليل أدلة الكتاب والسنة وآثار الصحابة وفق فهم العلماء وأقوالهم.Item الفتاوى الشاذة ودور وسائل الإعلام في مواجهتها(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) ليفة, ميلودالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين، أما بعد: روى الإمام ابن عبد البر بسنده في جامع بيان العلم وفضله، عن الإمام مالك: أن رجلا دخل على ربيعة بن أبي عبد الرحمن فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم، قال ربيعة: وَلَبَعْضُ من يفتي ها هنا أحق بالسجن من السُّرَّاقِ( )، هكذا كان السلف يعظمون شأن الفتوى، وينكرون على من اقتحم حماها ولم يتأهل لها، ويعدون ذلك ثلمة في الإسلام، ومنكرا عظيما يجب أن يحجر على من أقدم عليه. وأما في عصرنا الحاضر فقد هان أمر الفتوى عند كثير من الناس، فالناظر في حال الفتيا اليوم، يجد فوضى عريضة، وجرأة عجيبة في التطاول على مُسَلَّمات الدين وثوابت الأمة؛ ولعل من أخطر الأسباب التي أدت إلى استفحال هذه الظاهرة، هي وسائل الإعلام بشتى أنواعها، المرئية والمسموعة والمكتوبة، التي أطلقت العِنَانَ لكل متكلم عن أحكام الشرع, بدليل وبغير دليل؛ ولأجل ذلك جاء هذا البحث لمحاولة ضبط صناعة الفتوى عبر وسائل الإعلام، وتقويم الخطاب الإعلامي الديني، وتصحيح منهج تعامل القائمين على وسائل الإعلام مع الفتاوى الشاذة البعيدة عن الوسطية والاعتدال، ووضع الإجراءات العملية لمواجهتها والتقليل من آثارها السيئة، حتى تكون وسائل الإعلام أداة بناء وإصلاح، لا معول هدم وإفساد.Item مؤهلات المفتي المعاصر(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) حـمادي, نور الدينللإفتاء مكانة عظيمة، ومنزلة كبيرة تجليها نصوص الشرع الشريف، فأي شرف أن يقوم المفتي بأمر هو في الأصل يصدر عن رب العالمين، وباعتبار التبليغ يصدر عن سيد الخلق أجمعين، ولذا شبه القرافي المفتي بالترجمان عن مراد الله تعالى، وجعله ابن قيم الجوزية بمنزلة الوزير الموقع عن الملك قال: «إذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله، ولا يجهل قدره وهو أعلى المراتب السنيات، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسموات». وأمام كثرة الوقائع وتشعبها وحاجة الناس الملحة لمعرفة حكم الشرع فيها، تعجل بعض المتعلمين للإفتاء وتصدروا لإجابة المستفتين في قضايا كثيرة، بعضها تقليدي منصوص عليه في كتب الفقهاء، وبعضها جديد لا نص فيه، وفيه اضطربت الآراء، وتصادمت الفتاوى، واستساغ بعضهم التجرؤ على الإفتاء بآرائهم غير المدروسة ولا المؤصلة، وبعض هؤلاء لا علاقة له بالعلم الشرعي، والبعض الآخر وإن تخرج من الجامعات ذات الصبغة الشرعية تخرج كموظف، قل أن تجد فيهم نوابغ ومجددين، أو أصحاب نظر ثاقب وتعمق وتأمل في حصاد الماضي، ومتطلبات العصر. وأمام هذه الظاهرة، أو بالأحرى "سوق الفتوى" اختلط الأمر على الناس، وتحيروا والأخطر من ذلك تبوأ البعض مكانة الإفتاء فجاء بالعجب، ولطخ صورة الإسلام وأمته، واستعدى الأمم عليها بفتاوى ضالة. من أجل ذلك كان من الضروري العودة للشريعة لمعرفة ضوابط تحدد من هو أهل للإفتاء، لتحصيلها لمن أراد أن يتصدى للإفتاء في قضايا العصر ونوازله. وتأتي هذه المداخلة ضمن فعاليات الملتقى الدولي الموسوم ب: صناعة الفتوى في ظل التحديات المعاصرة، المزمع عقده بجامعة الوادي بالجزائر، في 13 و 14 نوفمبر 2019م، لتساهم في جانب من جوانب صناعة الفتوى المتعلقة بالمفتي ومؤهلاته ومزالق الفتوى الفردية.Item دور التأهيل التنزيلي في ترشيد الصَّنعة الإفتائية(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) حـمادي, عبد الفتاحتفور الحياة الإنسانية بأعداد لا حصر لها من الوقائع المستجدة والحادثات المتكاثفة، التي تعقدت بها أحوال النّاس، وتشعبت بها مناحي حياتهم، وتشابكت بها أطراف عيشهم، حتى أضحت الكثير منها مشكلات جسامٍ تستدعي من العلماء المفتين سُرعة النّظر، ودقّة التّمحيص، ونُفوذ المعالجة، دفعا للعنت عن النّاس، ومنعا للحرج أن يتنزّل بأكناف حياتهم ومناحي واقعهم. وقد أسهم التّطور العلمي في رسْم هذا الواقع المتشابك على نحو بارز؛ فقد أفرز التّقدم التّكنولوجي، مع بروز مُكتشفاته العلمية الجديدة والكثيرة في شعاب الحياة المختلفة، استحداث مشكلات عويصة وقضايا شائكة، لها أوثق الصّلة بدين النّاس ودُنياهم مع ترددها بين النّفع والضرر، واشتباه المصلحة فيها بالمفسدة، فتعيّن فيها واجب التّشخيص الواعي، والتّدقيق المتبصر على الفقهاء المعاصرين بفتاويهم لهداية خوالف الأوضاع منها بأنْوار الشّرع، وإقامة ما اعوجّ فيها على هدْي قوانينه، ليتحقق بذلك إصلاح الأحوال التّكليفية، وإحقاق المصالح للناس، وتوطيد الخير لهم في العاجل والآجل. وإذا كان الاتفاق حاصلا بخصوص سيْرورة نزْر يسير من هاته النّوازل على الصلاح والنفع المحض، فإنّ طرفا أكبر منه متمحَض المفسدة والضّرر، كما أن الواسطة الغالبة منها مُتجاذبة بين هذين الطّرفين ومُترددة بين ذيْنك المحلّين، مما تتيه فيه رُؤى الأفهام، وتخطل فيه مدارك الأنام. فكان لزامًا على أُولي الحذق والحصافة من فقهاء هذه الأمة ومُفتيها –أمام محدودية النّصوص- أن يُعملوا الشّق التطبيقي من آلة الاجتهاد، لبلْورة رؤًى شافية وأحكام وقرارات كافية لفض هذه النّوازل، والبتّ فيها من خلال السّبر الأصولي الدّقيق، والتّوصيف الفقهي المحُكم، ومن ثمّ التّطبيق الملائم الذي يَفي للشّريعة بحيويتها، ويُثبت ديمومة هذه الشِّرعة وقدرتها على المسايرة والمواكبة والبقاء، ويحفظ للأمّة روحها ومقصدها، ويصُون بيضتها من حمى الانخرام والهدْم والتّهزيل والتّقزيم الذي يمكن أن يستتبعه تركها تواجه معترك أمواج هذه الحوادث المتلاطمة دون شرع هادٍ، أو قانون مُنظم.Item التلفيق في الفتوى، صوره، أحكامه، آثاره وعلاجه(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) حـماش, مزيان; جراية, عمادالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فإن مقام الفتوى مقام عظيم، ومنصب ديني عالي القدر، كيف لا والمفتي موقع عن رب العالمين، وقائم مقام الأنبياء والمرسلين، ومن هذا المنطلق اعتنى الفقهاء بموضوع الفتوى عناية فائقة، فبينوا أهميتها ، وذكروا شروطها، وآثارها، وحذروا من مزالقها، وكشفوا عن المظاهر السلبية التي تنجم عن تلك المزالق مما يعود على المفتي، والمستفتي، والمجتمع الإسلامي. وقد كان من المزالق التي حذر منها العلماء، مزلق التلفيق في الفتوى، بدعوى التيسير على الناس ودفع الحرج عنهم، وهي ظاهرة لم تكن منتشرة في القرون الأولى من تاريخ الإسلام، زمن الأئمة المجتهدين والفقهاء المؤهلين، وإنما انتشرت وشاعت في عصر التقليد والجمود الفكري، وهاهي تعود إلى الوجود في عصرنا الحاضر لتزعزع استقرار الأحكام الشرعية عند أبناء الأمة الإسلامية. إننا نعيش في عصر التقدم العلمي والتطور التكنولوجي، الذي صحبه كثرة النوازل والمشكلات في حياة الناس، فاحتاجوا إلى بيان حكم الشرع فيها، فكان أن تصدى الفقهاء المعاصرون للإفتاء في هذه النوازل والمستجدات، واختلفت لذلك مناهجهم في دراستها وتقديم الحلول لها، وكان من المسالك التي سلكها بعض المعاصرين في فتاويهم: التلفيق بين المذاهب الفقهية، دون التفاف إلى هذا المزلق الخطير وآثاره السلبية. من أجل ذلك أردت أن أكتب في هذا الموضوع، لمعرفة المشروع فيه والممنوع، وقد خصصت هذا البحث لملتقى: صناعة الفتوى في ظل التحديات المعاصرة.Item الـفتـوى عبر وسائـل الإعـلام(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) مصطفاوي, بوبكر; شريبط, أميرالحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على نبيّه الكريم, وصحابته وآله أجمعين, والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين, وبعد: ضاق الأفق وانحسر الزّمن والمسافات, وتمكّنت التّقنيّة من فرض واقعها, فاستغلها الإنسان مستثمرا ميزاتها وجودتها المثلى في كلِّ تدبير وصناعة, محقّقا مصالحه بقليل جهد ويسير مشقّة, وتيّسر التّواصل عبر وسائل مختلفة منها وسائل الإعلام التي تنوعت مخرجاتها وبرامجها, وكان للفتوى منها حظ وافر؛ استطاعت به بلوغ الآفاق والوصول لضبط مواقف النّاس تجاه ما يحدث من مشكلات, وما نزل عليهم من نوازل ومستجدّات, يحسم فيها الراسخون في العلم أحكامها الشّرعية وفق ما ثبت لديهم من الحق. لكن انفتاحها على هذا الفضاء الفسيح عبر هذه الوسائل جميعها؛ ومنها وسائل الإعلام والفضائيات, ولأهميتها استقلّت ببرامج وانفردت باهتمام العامّ والخاصّ, والرجل والمرأة, والصّغير والكبير, والعالِم والمتعلِّم وَمَنْ أدناهما, ممّا جعل منها صناعة يلج عليها من لا يراعي وجه الحقّ والإخلاص فيها, فاختلّت قداستها, وصارت الفتوى تحتاج إلى فتوى تقوّم اعوجاجها, سيّما وأنّ الأمر اشتدّ أثره وتعاظم خطره, بعدما بلغ العالميّة, ووصل مداه كل البشريّة, وهنا تزداد لها الأهميّة.Item تباين الفتاوى الجماعية المتعلقة بالمسلمين في ديار الغرب(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) أرفيس, باحمدإن وجود المسلمين خارج المحيط الجغرافي لبلاد الإسلام يثير الكثير من القضايا التي تتطلب فقهًا نوعيا يراعي ارتباط الحكم الشرعيِّ بظروف الجماعة التي تعيش في ذلك المحيط، ويحتاجُ إلى ثقافةٍ واسعة ترتبط بالجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتلمُّ بآخر ما توصَّل إليه العلم الحديث. وعلى المفتي في ديار الغربة أن يبحث في خلفية السؤال، ويدرسَ العوامل الاجتماعية التي أبرزت الإشكال، وأن يعالج الأمور التي تُعرض عليه في ضوء رؤية شاملة تستصحب القواعد الشرعية الكلية، والمبادئ القرآنية الضابطة، وتراعي غايات الإسلام في الانتشار والتمكين على المدى البعيد( ). والمسلمون في هذا العصر يستوطنون بلدانا شتَّى من العالم، وهم يواجهون واقعا ما فتئ يثير الكثير من التساؤلات، ويفرز المزيد من الإشكالات، ومن الضروري أن ينبري لها من له باعٌ في العلم الشرعي وخبرةٌ في التخصُّص العلمي. ولا غرو أن هذا يتطلَّب اجتهادا مبنيًّا على كليَّات القرآن والسنَّة الصحيحة ومقاصد الشريعة، ويستفيد من التراث الفقهي المدوَّن. ومن المهم التأكيدُ على ضرورة الضلوع في معرفة الواقع بما فيه من متغيِّرات، وما يلقيه على الدوام من نوازل ومستجِدَّات. فلكل حكم فقهيٍّ أثرٌ واقعي، وأيُّ قصورٍ في الفتوى سيؤثِّر سلبا على حياة الناس. فعلى الفقيه إذن أن يحرص على حسن تنقيح المناط، قصد إصابة حكم الله تعالى ما استطاع. ولقد ظهر بفضل الله تعالى منذ عقودٍ حلفٌ محمود بين علماء الشريعة وأرباب الاختصاص في مختلف الميادين، وتولَّدت عنه مجامع فقهيّة، وندواتٌ علمية ومجالسُ فتوى، وهي مذ ذاك تسعى جاهدة في نشر العلم وبثِّ الوعي الديني، وإصدار الفتاوى حسب مقتضيات أحوال الناس، وما يطرأ عليهم من مستجدَّات. إلا أنَّ ما قامت به من دراسات، وصدر عنها من فتاوى، لم تكن تخرجُ دومًا بقول واحد، وكثيرا ما تبقى المسائلُ معلَّقةً؛ نظرا لتباين الآراء، واختلاف القرارات.Item ضوابط ومزالق الفتوى عند محمد الطاهر بن عاشور(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) تيبرماسين, الفاتح; فلوسي, مسعودالفتوى صناعة اهتم بها القدامى والمحدثون من علماء الأمة، وفي الوقت ذاته هابها الكثير منهم سلفا وخلفا، وما ذاك إلا لجلالة منصبها ومسؤولية موقعها؛ فالفتوى مسؤولية منوطة بالمفتي في تبيين شرع الله لعباده وأحكام شرائعهم الفردية والجماعية، فالتصدي لها دون علم تعدي على حرمة سياجها وظلم للشريعة، وعلى قدر تلك المكانة العظيمة للفتوى تكمن خطورتها، ونظرا لأهمية الموضوع وخطورته يرى كثير من الفقهاء والمشرعين أن تنزيل العقوبة وتنفيذها على من امتدت يده إلى أمر الإفتاء من غير أهله –المتجرئ والجاهل والمتعالم – مطلب شرعي وقانوني . بناء على هذا وغيره، نجد الفتوى عرفت في الآونة الأخيرة ألوانا من الظلم والتطاول على حرمتها، فبرزت ظاهرة التضارب والعشوائية في إصدار أحكامها دون قيود أو ضوابط متبعة ومن إقدام المتجرئ والجاهل والمتطاول أصيبت بالتسيب، وتجلية لهذا الأمر ارتأيت أن أقدم هذه المداخلة بعنوان " ضوابط ومزالق الفتوى عند محمد الطاهر بن عاشور " مركزا على هذه الشخصية التي هي مغمورة من هذا الجانب التطبيقي والبياني لأهم الأحداث ومسائلها بأحكامها الشرعية، لذا أحببت أن أقف عند صناعة الفتوى لهذا العلم المقاصدي الكبير وأكشف عن بعض الضوابط والمزالق التي حذر منها، وعرضت ذلك في مقدمة ومبحثين وخاتمة . تأتي هذه الورقة المبحثية أحاول من خلالها ضبط معالم الفتوى ومزالقها عند أحد أعلام الأمة وهو الإمام الذي ذاع صيته في علوم كثيرة، وأبيّن أثناء هذه المداخلة مدى عناية المفتي ابن عاشور بضوابط الفتوى ومزالقها خصوصا في هذا الظرف الذي تسارع إليها من ليس أهلا لهذه الصناعة لإصدار أحكامها، أتناول هذا من خلال مقدمة ومبحثين وخاتمة، في المبحث الأول أعرض دراسة نظرية سريعة حول تعريف الفتوى وصانعها، ويأتي المبحث الثاني لرسم ضوابط أعدها الشيخ المفتي والمفسر ابن عاشور لصانع الفتوى يجب التزامها ومراعاتها واستصحابها من بداية الاستنباط إلى التنزيل وإصدار الحكم الشرعي، كما يتناول جملة مزالق حذر منها تعيق سير حركة الفتوى يجب تفاديها وتجنبها لمن يتصدى للإفتاء، وضمنته خاتمة موجزة لأهم ما توصلت إليه من خلال هذا البحث .Item واقع الفتوى عبر وسائل الإعلام الحديثة ودورها في صناعة الفتاوى الشاذة والترويج لها(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) هنوز, سكينة; رباح, سعادالحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه، وصل اللهم وسلم صلاة وسلاما تامين أكملين، على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: الإفتاء مسؤولية عظيمة، وأمانة ثقيلة، كما أنه منصب جليل ووظيفة شريفة، وأثره في إصلاح الأفراد والمجتمعات ظاهر، والحاجة إليه من أمس الحاجات، بل تبلغ مبلغ الضرورات، فليس كل الناس بل ولا أكثرهم يحسن النظر في الأدلة، ويقدر على استنباط حكم الله فيما يعرض له من مسائل ومشكلات، فكان بحاجة إلى سؤال أهل الذكر من خلال فتاواهم، امتثالا لقوله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (النحل: 43). ومن المعلوم عند المسلمين أن الله عز وجل، أخذ على كل عالم العهد والميثاق أن يبين الحق للناس ولا يكتمه، حتى لا يتخذ الناس أئمة مضلين وجهالا مرجعا لهم في معرفة أحكام الشريعة، حين لا يجدون إلا هؤلاء وذلك لنكوص العلماء عن أداء واجبهم من البلاغ والتبيين. ومع زيادة حاجة الناس ورغبتهم في الاتصال بالعلماء بأي طريق يوصلهم لمعرفة أحكام الشريعة في وقائعهم وأحداثهم الذي وصل لمرتبة الضرورة، ومع ظهور ثورة وسائل الإعلام الحديثة، من شبكات الأنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات فضائية، وغيرها من الوسائل، تيسر وصول الفتاوى إلى الناس دون عناء، إلا أنها ومع تعددها وتزاحم المفتين عليها الذين تصدروا للإفتاء دون تأهيل، أسهمت في التجاسر على الشرع حين برزت في الأفق تلك الفتاوى الغريبة والشاذة، والمتباينة بين التشدد والتساهل، والبعيدة عن المرجعية الفقهية المعتمدة، فباتت تشكل ظاهرة غير صحية نظرا لكثرة هذه الوسائل واختلافها، وتزاحم مئات المفتين الذين تصدروا للإفتاء عبرها، وتباين فتاويهم،حيث أدى هذا الزحام والتباين إلى إثارة اللبس والارتباك والبلبلة والحيرة لدى الناس، أودت بالصناعة الإفتائية لمزالق وإخلالات خطيرة، صار لابد على العلماء والباحثين والجهات الرسمية، وضع حد لسيلها الجارف، ووضع ضوابط لصناعة الفتوى حتى تحقق مهمتها العظيمة، وهو ما سنبينه في هذه الورقات البحثية التي تم إنجازها بشكل خاص، كمشاركة متواضعة في فعاليات هذا الملتقى حول صناعة الفتوى في ظل التحديات المعاصرة.Item التّكامل المعرفي بين الطّبّ والفقه وأثره في ضبط الفتوى - فتاوى المرأة الحامل أنموذجا -(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) بوعلام, عبد العاليإنَّ الشّريعة الاسلامية من صفتها أنّها مرنة ومطّردة وتتكيَّف مع جميع الظروف والأحوال وتتّفق مع جميع العلوم التّي تعمل على دوامها واستمرارها ومن هذه العلوم علم الطّب، الذي يظهر أثره الكبير والوّاضح على الأحكام الشّرعية وتغيّرها بحسب ما توصلت إليه أبحاثه وبما توفّر لديه من تكنولوجيات عالية وآلات حديثة وتقنيات فائقة الدقّة، كان لها الفضل في الفصل في كثير من المسائل المختلف فيها قديما بين العلماء لسبب أو لآخر ومن هذه الأحكام الشّرعيّة ما تعلّق بقضايا المرأة الحامل؛ إذ تعدّ حقيقة مجالا خصبا لمثل هذه الدّراسات؛ حيث إنّ أحكامها قديما كانت تبنى على ما تراه القوابل أو القابلات حصرا وعلى ما كان متواترا من آراء للطّبّ الرّومانيّ أو اليونانيّ أو غيرهما، أمّا اليوم فهو علم يعتمد على أصول علميّة طبيّة دقيقة واكتشافات حديثة تكاد تعطي اليقين في أحكامها، من هذا المنطلق وفي اطار تقديم مداخلة علمية للملتقى الدّولي الراّبع صناعة الفتوى في ظل التحدّيات المعاصرة بعنوان التّكامل المعرفي بين الطّبّ والفقه وأثره في ضبط الفتوى – فتاوى المرأة الحامل أنموذجا- ضمن المحور الثّالث المعنون ـبـ"التأهيل الفقهي المعاصر ومقتضاياته"، وقد آثرت في هذه المداخلة أن يكون بحثي بحثا تطبيقيّا أكثر منه نظريا؛ لأنّه لمّا كان المقصود من البحث هو بيان أثر التّكامل بين الطّبّ والاجتهاد لضبط الفتوى الشّرعية وكان نموذج الدّراسة المرأة الحامل ،كان التّطبيق أبلغ في إيصال الفكرة وبيان الأثر ولهذا سيكون كلامي مقتضبا وتركت المجال للأمثلة تتكلّم عن هذا. - أهمية موضوع المداخلة: يمكن حصر أهمية هذه المداخلة فيما يلي: أنّها تناولت موضوعا مهما في ضبط الفتوى وضرورة أن يكون المفتي على علم بما توصّل إليه الطّبّ الحديث وأن يستعين به؛ ليكون حكمه وفتواه صحيحة وهذا ما يسمّى بالتّكامل المعرفي وثانيا أنّها تناولت أبرز المسائل المتعلّقة بالمرأة الحامل كنموذج لهذه الدّراسة وبيّنت فيها مذاهب العلماء فيها ورأي الطّبّ الحديث وأنّ كثيرا من تلكم الآراء التّي كانت محلّ اختلاف وخلاف بين الفقهاء، سواء أكان خلافا عال أو نازل قد رفعته الاكتشافات الطبيّة الحديثة المتوصّل إليها.Item مؤسسات صناعة الفتوى المعاصرة هيئة أيوفي أنموذجا(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) بــيات, سـعــاد; عـــبيـد, حـــياةكان الاجتهاد الفردي ضرورة في الماضي، نظرا لصعوبة الاجتهاد الجماعي وربما استحالته؛ وذلك لتواجد العلماء والفقهاء المجتهدين في أصقاع متفرقة من العالم، أما اليوم وفي ظل زخم تكنولوجيا الاتصالات والمواصلات فقد أصبح الاجتهاد الجماعي من السهولة بمكان. ثم إن كثرة النوازل والقضايا التي تعرض للمسلمين وتشعبها وتشابكها وتداخلها مع مسائل أخرى طبية أو مالية أو جنائية وغيرها يصعب على فقيه واحد أن يبحث فيها ويحكم عليها، إلا إذا كان عالما موسوعيا، وأين العالم الموسوعي اليوم ونحن في ذروة عهود التخصص!؛ فتحتاج النازلة أكثر من متخصص لينظر فيها؛ لهذا أصبح الاجتهاد الجماعي المنظم حاجة من حاجات العصر الضرورية لمواكبة التغيرات السريعة ولخلق حالة من التواؤم والاستقرار على عدة مستويات، من هنا تأتي أهمية مؤسسات ودور الفتوى والاجتهاد الجماعي المنظم، خاصة تلك التي تهتم بمسائل المعاملات المالية فقد عرفت الصناعة المالية الإسلامية تطورا وتنوعا كبيرين في الآونة الأخيرة، وكانت من أبرز مؤسسات الاجتهاد الجماعي المنظم التي تهتم بالبحث في مسائل ومتعلقات المعاملات المالية وضبطها وتحكيمها هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، التي تعرف اختصارا بـــ: أيوفي (AAOIFI) والتي اضطلعت بأداء دور المُحكِّم والمراقب والموجه للمؤسسات المالية الإسلامية.Item تحقيق المناط الخاص في الفتوى مفهومه، ضوابطه، وتطبيقاته(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) أوهاب, نذيرItem ورع المفتي وأثره على الفتوى(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) حسيني, خالد; دفرور, رابحلا يخفى أن منصب الإفتاء منصب جليل القدر رفيع المقام، وأن صاحبه ومرتقيه له من الشأن والمكانة ما يغبطه عليه غيره، فالمفتي يرشد الناس إلى الطريقة الصحيحة في أداء ما خلقهم الله عز وجل من أجله؛ وهو تحقيق العبودية له وحده لا شريك الله، وينير لهم طريق الاستقامة على الصراط المستقيم، ويكشف لهم ما يباح من المسائل والأعيان وما يحرم، ويفتح لهم مستغلقات المسائل والإشكالات التي تعتري كل بني آدم في شتى نواحي الحياة، فيربط كل شيء بحكمه الشرعي الصحيح، إلى غير ذلك مما يقوم به من أدوار الكبيرة وخدمات جليلة، يتعدى نفعها عموم المسلمين. وبقدر هذه المنزلة العظيمة التي تبوأها وشرفِها، يكون خطرها عليه إن أساء استغلالها ولم يرع لها حقها، وفرّط في شروطها ومتطلباتها، لذلك يجب على من تصدر لهذا المنصب أن يكون مستجمعا لشروطه وضوابطه، فهو سينقل للناس أحكام الله عز وجل وشرعه، وما أعظمها وأخطرها من مهمة. التعريف بالموضوع وأهميته: ومن أهم الشروط التي ينبغي عليه تحصيلها لبلوغ هذا المنصب على وجهه -زيادة على التأهل العلمي المتكامل- شرطُ تحصيل الورع في الفتوى؛ وما أعظمه من أمر جليل يقع بسبب التقصير فيه خلل كبير في الفتوى، وينصرف بذلك حكم الله في المسائل من وجهه الصحيح إلى وجوه أخرى تابعة لهوى المفتي أو مآربه، لذلك وجبت العناية بهذا الجانب القلبي لدي المفتي، وتبيين مكانة الورع بالنسبة إليه مع بيان صوره وآثاره، حتى يلتزم المفتي بهذا الشرط على وجهه، فتكون فتاواه أقرب شيء إلى حكم الله تعالى الحقيقي في المسألة، وتبرأ ذمته من السؤال بين يدي الله تعالى فيها، ويعرف الأضرار التي تنتج عن تضييعه فيحذر من الوقوع فيها.Item مسوغات تغير الفتوى في الفقه الإسلامي(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) سلمان, نصرItem الرجوع عن الفتوى - دراسة حالة خطأ المفتي وتقدير حال المستفتي -(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) بن عبد العزيز, محيي الدين; وغلانت, فاطمة الزهراءالفتوى ضرب من الاجتهاد، لذلك لا تحالفها إصابة الحق على الدوام، بل وارد التباسها بالخطأ، وإن كان بعد استفراغ الوُسع واستجماع الشروط، وقد تكون مداخل هذا الخطأ جرّاء اختلاف نظر المفتي في الأدلة وتنزيلها على الوقائع بعد فهمها، وتنوّع ملكة ومؤهلات صاحب الفتوى عموما، خصوصا في خضم الواقع الفائق التّغيّر في عصرنا. كما استقرّ الفقه على عدم إنكار تغير الفتاوى بتغيّر الزمان والمكان، وهو دليل على مرونة وصلاحية الشّريعة لكل زمان ومكان، و قد احتفت مُدونات الفقه بشواهد تنأى عن الحصر في تبدُّل أحكام المسألة الواحدة بتغيّر الأوان والأحوال والعوائد، بل خالف تلاميذ المذاهب أراء شيوخهم ومن سبقهم من المجتهدين في مسائل كثيرة أمعنوا فيها النظر بما يُناسب مستجدات عصرهم، ولم يقفُوا عند أبواب المنقول من الأحكام السابقة. وقد تعددت المناهج و المدارس مع تطوّر حركة الفقه لمسيس الحاجة لفتاوى تُلائم ظروف الأزمنة والأمكنة، وتُراعي مصالح النّاس وحاجة الأجيال مع تعاقب الأيام، وتقرّر عندهم أنّ السبب في التّراجع عما صدر من فتاوى إنّما كان لاختلاف عصر وأوان لا اختلاف حجة وبرهان. تأسيسا على ذلك اُختيرَ موضوع الرجوع عن الفتوى كمسلك فقهي للحيلولة دون انتشار أثار الفتوى الفاسدة لخطأ المفتي، أو لتغيّر موجباتها بعد مرور الزمن، لأنّ التّمادي في العمل بمقتضاها يُفضي إلى مالا يُتدارك أمَدهُ ويُجبر ضرره، وهو يسهم في بناء الفتوى المعاصرة في جانب التصحيح وإعادة النّظر في الفتاوى الصّادرة لخطأ محتمل أو لضرورات العصر؛ تحقيقا لمقاصد عالية من وراء إقرار قاعدة تغيّر حركة الاجتهاد والفتوى تكون خاضعة لخصائص كل عصر وأهله .Item صناعة فتوى الأقليات المسلمة في ظل التحديات المعاصرة(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) غرغوط, محمد; مهاوات, عبد القادرإنّ من نعم الله عز وجل على هذه الأمة المباركة أن اجتباها وحباها برسالة خير خلْقه، وخاتم أنبيائه ورسله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أدّى الأمانة وبلّغ الرسالة، وبيّن مواطن الحلال والحرام، فاتسمت رسالته بعالميّتها وشموليّتها، وصلاحيّتها لكل زمان ومكان. ثمّ قيّض لها رجالًا نهلوا من مَعينها الصافي، واسترشدوا بنورها الهادي، فعكفوا على دراستها ومُدارستها، واستنباط الحِكم والمقاصد منها، مستعينين على ذلك برجاحة عقولهم، وسداد رأيهم، فأصّلوا أصولاً، وقعدوا قواعد لتكون نبراسًا لمن يأتي بعدهم، وعونًا لهم على مجابهة ما يستجد للناس من وقائع ونوازل، محذِّرين إياهم في الوقت نفسه من مغبّة الخوض في غمار هذا الميدان، دون امتلاك آلة الاجتهاد وتحصيل شروطه. بيْد أنّه في زماننا هذا ومع الانتشار الرهيب لاستخدام وسائل الاتصال الحديثة، انبرى لهذه المرتبة المنيفة، والمهمة الجسيمة، أقوام تجرّؤوا على الفتوى والقول على الله بغير علم، دون أن تتوفّر فيهم شروط الفتوى، ولم ينضبطوا بضوابطها، فنتج عن ذلك بلاء كبير، وشر مستطير؛ فضاعت الحقوق، واستبيحت الحدود، بل وصل الأمر -والعياذ بالله- إلى التشكيك في الدين وثوابته، بدعاوى زائفة، وأراجيف باطلة. وإذا كان خطر صدور الفتوى من غير أهلها يتهدّد جميع المسلمين في كل مكان، فإنه أشد خطرًا، وأعمق تأثيرًا بالنسبة لإخواننا المسلمين في بلاد الغرب؛ وذلك بسبب واقعهم الخاص، والمشاكل والمنغِّصات التي يتخبطون فيها، والدسائس التي تُحاك ضدهم، فتهْفوا أرواحهم لإيجاد حلول لنوازلهم ومستجداتهم، فيصطدمون ببعض الفتاوى التي تكدّر عليهم حياتهم، ولا تراعي ظروفهم وأحوالهم، فتتركهم ممزَّقين بين شعورهم بالانتماء الوطني، وواجب الالتزام الديني. من أجل كل ما سبق ارتأيْنا المشاركة في هذا الملتقى المبارك الموسوم بـــــ: "صناعة الفتوى في ظل التحديات المعاصرة"، والذي تنظّمه جامعة الوادي بالجزائر ممثَّلةً في معهد العلوم الإسلامية يومي: 15 و16 ربيع الأول 1441هـ، الموافقان: 13 و14 نوفمبر 2019م، بمداخلة موسومة بـ: "صناعة فتوى الأقليات المسلمة في ظل التحديات المعاصرة". أولًا- أهمية الموضوع: تكمن أهمية مداخلتنا في موضوع الفتوى في حدّ ذاتها وخطرها الذي يهدِّد أمن المجتمعات الإسلامية بصفة عامة، والأقليات المسلمة بصفة خاصّة؛ كيف لا وهي ترتبط بجميع مناحي الحياة اليومية للفرد المسلم، سواء ما تعلّق منها بجانب العبادات أو المعاملات. ويتضاعف هذا الخطر في زماننا هذا مع استِعار موجة التشكيك في ثوابت الأمة ومقدّساتها، وانبهار كثير من الناس بالتفوق العلمي الغربي، وأفكاره الدخيلة، وبروز طائفة من الأدعياء الذين فَتَحَ لهم مجال السمعي البصItem فقه تنزيل الأحكام الشرعية تصورا وممارسة - دراسة في ترشيد الإفتاء الـمعاصر(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13)Item التحديات الكبرى للمفتي ـ قراءة تحليلية في التحديات الكبرى وآثارها على فتاوى الأمة ـ(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) زقرير, بلقاسمإنّ الفتوى في حياة الأمّة الإسلامية بمثابة شريان الدّم الذي يضخّ مع كل نبضة أو دقة حياة وحضورا، وهي دلالة على شهود الأمة وحياتها وتفاعلها مع قضاياها المستجدة. ولا يزال المفتي الرّباني معلّما للأمّة، قائماً مقام النّبوة فيها، يهْدي حيرَتها، ويخفّف مُصيبتَها، ويشحذُ همّتها، فهو الحارس الأمين على هذا الديّن وأحكامه وتنزيله في حياة الناس، وهو المُقوْلب بفتواه شّخصية المسلم الفاعل، وهو المغير بفتواه الواقع السلبي إلى واقع إيجابي وحضاري. وللأسف في هذه الأعصر المتأخرة ركب هذا المرتقى الصّعب فلول من الناس لهم ألسنة وأقلام وصحف، وعلى الرغم من تخصصاتهم المعرفية المتنوعة؛ إلاّ أنهم ليس لهم طَوْلٌ في المعرفة الشرعية ولا باعٌ، فغدت الفتاوى محرجة، وأحيانا تدعو للفزع والشّتات، بدل الأمن والاستقرار والانبعاث، وصارت أمام المفتي عقبات وإكراهات صنعها المحيط، وصنعها هؤلاء الدّخلاء، فأعاقت مساره، وأوهنت من عزيمته.Item الضوابط المقاصدية للإفتاء المعاصر(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) بوخالفي, امال; بركاني, ام نائلإن الحمد لله ، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وبعد: لم يخلق الله عز وجل الخلق عبثا، بل لأجل غاية وهدف، وهي تحقيق العبودية الخالصة له، وفق ما أمر وتحقيقا لقصده، وهذا من أجل مصلحتهم الدنيوية والأخروية، وقد جاءت أحكام الشريعة الإسلامية من أجل هذه الغاية، فأحكامها شرعت لتحقيق مصالح الأنام. ولتحقيق غاية الخضوع لله، ولتحقيق مصلحة العبد، أوجد الله عز وجل من يكون خليفته في التوقيع عنه في الأرض، وإرشاد العباد إليه، فكان لزاما على من أقيم في هذا المنصب العظيم أن يراعي أسسا وضوابط وقواعد يسير وفقها لتحقيق قصد الشارع من الخلق، وينشر شرع الله عز وجل، ويقول ابن عاشور في هذا: "أكثر المجتهدين إصابة في اجتهاداته، وأكثر صواب المجتهد الواحد في اجتهاداته، يكونان على قياس غوصه في تطلب مقاصد الشريعة" ، وخاصة مع التطور الذي تعرفه البشرية اليوم في جميع المجالات والذي يمس كذلك مجال الإفتاء المعاصر، ومن أهم الضوابط التي ينبغي التمسك بها من قل المفتي، والتي لها الأثر كبير في الفتوى وخاصة في ما يُستحدث من النوازل المعاصرة، مجموعة الضوابط المقاصدية لهذا العلم، والتي تضع للمجتهد والمفتي المعالم والصور التي يترسَّمُها الشارع ويتغيَّاها من تشريعه، فتكون هذه الضوابط راسخة في ذهن المفتي، عميقة في وجدانه ليكون الحكم الذي يتوصل إليه بعد عملية الاجتهاد متوافقا تماما مع الغايات نفسها التي تكشف عنها الضوابط، بل مؤكدة وموثقة لمضمونها، وبذلك تكون هذه الضوابط وسيلة لضبط الإفتاء المعاصر وتسديد مساره حتى يكون موافقا لكليات الشرع ومقاصده، ومحققا لمصالح العباد في الدارين . ومن هنا تظهر أهمية ضبط الفتوى بمجموعة من الضوابط المقاصدية، وفي هذا البحث دراسة لأهم وأبرز تلك الضوابط، وقد جعلته بعنوان( الضوابط المقاصدية للإفتاء المعاصر)، فهذا الموضوع يراد به الحديث عن أهم الضوابط المقاصدية التي يتعين على المفتي مراعاتها واعتباراها في فتواه في عصرنا الحالي.