القدس و أهميتها عند أهل المغرب الاسالمي خلال العصر الوسيط

Abstract

إن علاقة أهل المغرب الإسلامي بمدينة القدس كانت منذ وصول هدي الدين الإسلامي لبلاد المغرب حيث شد المغاربة الرحال نحو المشرق حتى يرووا شغفهم وحب استطلاعهم لما هو مجهول فأراد هؤلاء اكتشاف المشرق والتعرف عليه، وزيادة أخذ كل ما هو متعلق بالدين من منابعه الأولى فالتحق المغاربة بحلقات التدريس بغية التماس أثر أو الاستماع لشيخ جليل أو أخذ حديث عن شخص ذاع صيته...الخ، وبعد خوض هذه التجربة ومعرفة الطرق التجارية خرج المغاربة في رحلات أخرى بغية الحج وزيارة البقاع المقدسة، وكان أغلب من خرج فيها هم المقتدرين ماديا وصحيا وطلبة العلم أو العلماء، حيث أن رحلاتهم كانت مزيج بين التجارة والحج، أو الحج والسفر والسياحة، أو الحج وطلب العلم والسماع للعلماء، أو بغية الحج والتدريس...الخ بما أن مدينة القدس حظيت خلال العصر الوسيط بمكانة هامة جدًا بسبب تميزها الديني باعتبارها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فإنها أصبحت يشد لها الرحال لذاتها، فقصدها أهل المغرب رغبة منهم في زيارتها وأخذ الثواب والأجر وهذا من خلال الآيات والأحاديث التي وردت عنها من أفضال وبركة ومكانة رفيعة. من الأمور التي جعلت أهل المغرب يلون إهتمام بالغ بمدينة القدس هو علو كعب علماءها وتصدرهم في مختلف العلوم والفنون. - وجود المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الخاصة بالأنبياء وارثهم كان له دور مباشر في تعلق أهل المغرب بمدينة القدس، تتبعًا وتقصيا لإرث الأنبياء والرسل. اقتران المسجد الأقصى وهذه الأرض المباركة بأحداث تاريخية عظيمة كحادثة الإسراء والمعراج وهو ما زاد من قيمة مدينة القدس و بيتها العتيق. تشجيع الملوك لأهل العلم خاصة وإعطائهم مكانة مرموقة في المجتمع، واهتمامهم بتشييد المؤسسات التعليمية والدينية من مساجد، ومدارس، وزوايا، هذا جعل مدينة القدس كحاضرة علمية تستقطب العلماء من المغرب والأندلس.