5.Faculty of islamic science_Seminars
Permanent URI for this community
Browse
Browsing 5.Faculty of islamic science_Seminars by Author "الـحسن, محمد سليمان"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
Item صناعة الفتوى باستخدام إدارة المعرفة لمواجهة التحديات المعاصرة(University of Eloued جامعة الوادي, 2019-11-13) الـحسن, محمد سليمانلامست التطورات المعاصرة المتسارعة والمستمرة والهائلة في مختلف المجالات حياة الناس، وباتت موضع خلافات فقهية في مجال الإفتاء بالكثير من جوانبها، وذلك بين ما تقتضيه متطلبات المعايير المعاصرة، وما تتطلبه المعايير الدينية والأخلاقية من تقييدات، ولاسيما تلك المتعلقة بالإنجاب وطفل الإنبوب وزراعة الأعضاء والاقتصاد الرقمي والشركات العابرة للقارات ومفرزات شبكات التواصل الاجتماعي ومستجدات أخرى كثيرة غيرها، لم تكن مذكورة في التراث الفقهي للفتوى، ولم تكن معروفة من قبل. ولما كانت الفتوى بأبسط مفهوم لها تنصرف إلى استنباط الحكم من الدليل الشرعي، لما يطرحه المستفتي على المفتي من إشكالات، فإن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، في هذا المجال، هو كيف يتم إسقاط الفتوى على تلك التحديات، التي افرزتها حركة الواقع المعاصر، والتي باتت تلقي بظلها الكثيف على مسلم اليوم؟ ومن ثم يتبادر السؤال التالي وهو: هل يتطلب الأمر التجديد في آلية الفتوى لاستيعاب تلك المستجدات؟ لاسيما وأن الفتوى بنت زمانها، كما تعارف الفقهاء على ذلك. ولعل تجديد آلية الفتوى في مواجهة تلك المعطيات، يصبح أمرا ملحاً، ويتطلب اعتماد صيغة الاجتهاد الجمعي المؤسساتي المنظم، الذي يستند إلى تضافر جهود عدد من التخصصات التي تحتاج إليها الفتوى، ومنها المجالات الطبية والتقنية والاقتصادية والعلمية وغيرها من المجالات المعاصرة، وممن تتوفر فيهم شروط الإفتاء، بمعايير علمية رصينة، وذلك لغرض تمكين المجتمع المسلم، من مواكبة حركة التطور، ومواجهة المستجدات، في كل المجالات، من دون تفريط بالثوابت الدينية، ودون المس بقدسية ما يُراد بالنصوص على حقيقتها. وفي ضوء ما تقدم ، فإن الأمر بات يستوجب النظر بآلية الطريقة الفردية في الإفتاء، التي تسود في ساحة الفتوى حالياً، والتوجه إلى اعتماد منهجية مساندة في صناعة الفتوى، ترتكز على إدارة المعرفة وتستند إلى مرجعية مؤسساتية جماعية من الفقهاء والراسخين في العلم كلما أمكن ذلك، ليناط بها مهمة المشاركة بصناعة الفتوى بما يضع حداً لأساليب الفتاوى الفردية على هواء الفضائيات، أو التغريد على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، التي لا تلتزم بمنهجية الأصول الفقهية المعتمدة بدقة، بدعوى ضرورات التوسع في الاجتهاد، والتيسير بذريعة مراعاة المستجدات التي فرضها العصر مما فتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب، ممن يريد أن يفتي بما يشاء، دون إدراكٍ واعٍ لحقيقة ما يُراد بالنصوص الدينية، ودون الإلمام الكافي بأدنى مخرجات العلوم المعاصرة.