عتبات النص في كتابات أحلام مستغانمي الروائية قراءة في نماذج مختارة

Abstract

تعد العتبات النصية مفاتيح أولية تساعد القارئ في تكوين نظرة مسبقة عن النص، وتسهل عليه عملية الولوج إلى غمارة وفك شفراته ورموزه الغامضة، وبهذا فقد توصلنا في دراستنا من خلال دراسة العتبات النصية في روايات احلام مستغانمي إلى: 1) العتبات بنية رحمية تولد من خلالها معظم الدلالات الموازية والعاضدة للمتن، ذلك أنها خطاب قائم بذاته، له خصائصه ومميزاته ووظائفه. 2) تقوم العتبات النصية بوظائف تتآزر كلها من أجل قراءة النص الرئيسي، لذا لابد من الاهتمام بها سواء بالنسبة للمؤلف أو القارئ. 3) عرفت الدراسات القديمة مصطلح العتبات النصية لكن لم تشتغل عليه بالقدر الكافي إلى أن جاءت الدراسة الحديثة لاسيما عند الغرب الذين أولوها جانبا كبيرا من الاهتمام فعرفت أوج تطورها معهم ونخص بالذكر (جيرار جنيت). 4) النص يمثل سياجا وأفقا يوجه القراءة ويبعده من جموح التأويل، من خلال ما يساهم في رسمه من آفاق انتظار محددة. 5) إن كتابة اسم المؤلف على أغلفة الأعمال الأدبية يعد من أهم الأشياء لأنه يثبت ملكية العمل لصاحبه، وهو ما نجده في رواية "شهيا كفراق" حيث تصدر اسم كاتبتها أعلى يسار الغلاف بخط جميل. 6) عتبة الغلاف هي عتبة بارزة تلفت انتباه المتلقي وتجلب انتباهه، ويعتبر غلاف رواية "الأسود يليق بك" مجموعة من العلامات والأيقونات التي تتكون من عنوان، اسم الكاتب التجنيس والصورة المصاحبة.7) مثلت الصورة والألوان في غلاف الرواية مرآة عكست جوانب نفسية واجتماعية وثقافية ودينية . 8) تعتبر عتبة العنوان من العلامات الجوهرية المكونة للعمل الأدبي والذي يكون اختزال للنص حيث يعد عنوان رواية "شهيا كفراق" عنوانا كثيفا حاملا لعدة إيحاءات ودلالات. 9) الإهداء هو تقدير من الكاتب وعرفان يحمله للآخرين سواء أكانوا أشخاصا أو مجموعات أو مؤسسات، ويؤدي وظائف مختلفة دلالية وتداولية، وقد اتسم الإهداء في روايتي "عابر سرير" و " الأسود يليق بك " بالعديد من الإيحاءات والرمزية ما خلق مساحة من الشاعرية التي سمحت بتعدد القراءات والتأويلات. 10) تعمل عتبة التصدير على إضافة رؤية جديدة للعمل القصصي، أو التلويح بمفتاح شفري يمكن أن يضيئ بعض المفاصل السردية كما في روايتي "الأسود يليق بك" و "عابر سرير" من خلال اقتباسات لمقولات شخصيات بارزة. 11) عتبة التقديم في روايتي "شهيا كفراق" و "ذاكرة الجسد" تحمل العديد من المضامين والدلالات وقد كانت في هذين العملين مطولان إلى حد كبير فحملت تبريرات وتفسيرات مختلفة موجهة للقارئ أسهمت في زيادة تلقيه له. 12) العناوين الداخلية في روايات أحلام مستغانمي هي اعتصار للنص الأدبي، ورسالة تتبادلها مع المتلقي بحيث حققت عالما معرفيا بديعا، فكانت هذه العناوين توحي بثورة قادمة تحشد لها "مستغانمي" من خلال شفرة رمزية تشد انتباه القارئ وتغري المتلقي للدخول في تجربة مع الروائية. ومن هنا نصل إلى نهاية البحث بعد تلخيص بعض نقاطه المهمة الذي حاولنا فيه قدر الإمكان استكناه استراتيجية العتبات النصية في روايات "أحلام مستغانمي" نماذج مختارة. وأملنا أن يفتح هذا البحث أفاقا آخرا لدراسة الرواية الجزائرية من هذا المنظور لما يكتسيه من أهمية على أساس أن العتبات مفهوم محوري في دراسة الرواية.