دور مؤسسة زاوية الهامل الرحمانية في تثبيت المرجعية الدينية ـــ خلافة الشيخ محمد المأمون القاسمي أنموذجا ـــ

Abstract

لكل أمة أمجادها ونفائسها التي تحرص على الاحتفاظ بها، وعدم الاستهانة بشأنها، بل ترى سلامتها وعافيتها في صونها وتنميتها، وعلتها وسقمها في إتلافها وتبديدها؛ لأنها بمثابة المعالم أو المؤشرات الشاخصة لمسيرتها، ومنهجها ومستواها، وهي الإطار المميز لها عن غيرها من الأمم الأخرى. والزوايا جزء مهم من هذه الأمجاد والمفاخر؛ المشكلة لتاريخ الجزائر الحديث والمعاصر، وزاوية الهامل القاسمية إحدى هذه المؤسسات؛ التي شكلت حاضرة علمية وروحية في تاريخ الجزائر، ومرجعا أساسيا في تثبيت وحدتها وترابطها. وهي أنموذج واقعي لكثير من المؤسسات الدينية الجزائرية، التي عملت جاهدة في سبيل الحفاظ على مقومات الشعب الجزائري؛ من خلال تثبيت مرجعيته الدينية، وغرس القيم النبيلة، ومحاربة التطرف والغلو، تتداخل في ذلك كل الأبعاد الروحية والدينية، والعلمية والثقافية والاجتماعية، آثرت بفضل مواقفها رسم مسار مرجعية شعب عانى من ويلات الاستعمار؛ من طمس للهوية وتخريب، وتنصير وتدمير، وشكلت بفضل منظومتها مرجعا أساسيا للهوية الوطنية، وهمزة وصل بين الحاضر والماضي، كما تعتبر حاجزا منيعا أمام التحديات المعاصرة للهوية والمرجعية الوطنية، من خلال مواقف مشيختها الرشيدة التي عمقت الفارق والهوة؛ بفضل قراراتها ومواقفها المشرفة من التأسيس إلى يومنا هذا.