جــــمالياتُ التَّــــــــنـــاص الأسطــــــــوري في شعر نزار قــــبَّاني

Abstract

ظهر التناص كمصطلح حداثي بظهور الدراسات الحديثة ، التي تهتم بعملية التأثير والتأثر بين النصوص المختلفة ، وهو أكثر المصطلحات إشكالية واختلافا بين النقاد الغرب والعرب أيضا ، فالتناص يندرج ضمن إشكالية الكتابة بكتابات أخرى ، أي الإعتماد على الغير في الإنتاج الأدبي ولكن بطريقة خاصة ، أي إحداث التغير والتوسيع في النصوص الغائبة ، ثم إن عملية التأثير والتأثر في الخطابات الأدبية السابقة هي حالة طبيعية نظرا لما يتركه النص المقروء على نفسية الكاتب ، فالإنسان لا يولد شاعرا ولا كاتبا ولكن بحكم مطالعته للإنتاجات السابقة يشكل مخرونه الخاص به ثم يستلهمه في صقل مواهبه الفنية . ثم إن وراء استقاء الشاعر المعاصر من المصادر المختلفة دينية كانت أو أسطورية مجموعة من الدوافع الثقافية والنفسية والسياسية تتضافر فيما بينها لتشكل مرجعية ثرية ، تمد القصيدة بطاقات حيوية متجددة ، تخرجها من السيطرة المباشرة والتلقائية والعفوية التي طبعت بعض القصائد في تاريخ الأدب ، وبهذا تكسب القصيدة المعاصرة ثراء معرفيا جديدا ومتجددا يعطيها حالة من الديناميكية والتشكل ، ذلك أن التحولات الحضارية الجديدة تتطلب من الشاعر أن يكون في مستوى العصر وفتوحاته الثقافية وأن يكون مطلعا على ثقافات الشعوب وأنماط تفكيرها ورؤيتها للعالم ، وألا يكتفي بالرصيد الثقافي القومي بل لابد له أن ينفتح على الثقافات الأجنبية ويستوعبها ثم يأخذ منها ما يطور به تـجربته وأن يطمح إلى القيام بدور فعال فـي إرهاف وعي القارئ بطبيعــة العمل الأدبـي . ولا شك أن تجربة نزار قباني من التجارب الرائدة في توظيف الأسطورة وفق مفهوم التناص ، وتطويعها وفق ثقافته المتشعبة و خلفيته المتشبعة إثر الاطلاع على المخزون القديم من جملة النماذج الأسطورية التي شغلت الفكر الانساني أزمنة عديدة وعصورا مديدة ، لتكشف عن مدى عمقه في توظيفها مجانفا في ذلك السطحية الممضة التي لازمها شعراءُ غيره . وقد كان اختيار هذا الموضوع دون غيره من المواضيع لأسباب موضوعية عدة: أولها أن التناص كمفهوم نقدي طغى على الساحة الأدبية والنقدية المعاصرة لا يزال حقلا بكرا يحتاج إلى كثير من الدراسات المعمقة التي تذهب به بعيدا عن السطحية التي جاءت بها المناهج الحديثة فيما نحسب، محاولين بذلك تقريب الزاوية منه عن طريق تلمس مواضع الجمالية فيه . وهناك دافع ثانٍ حَدَا بنا إلى هذا الاختيار ألا وهو محاولة الكشف عن بعض الخصائص النوعية التي تميز بها نزار قباني وكيفية توظيف التناص الأسطوري بشكل رهيب يبعده أيما بعد عن الرتابة فيخلق بذلك في الفضاء النصي الشعري قوة وتماسكا ويكسب المتلقي تذوقا فريدا ، إلا أن هناك دافعا أساسيا ذاتيا يعد في حقيقة الأمر الدافع الأول والأقوى وهو شغفنا بشعرية نزار قباني، وبنصوصه التي تحمل من التميز والتمكن من ناصية القريض مالا يجهله أي قارئ له . وقد انطلق هذا البحث من إشكالية مؤداها : - كيف صاغ نزار قباني الأسطورة وطوعها وفق نفسيته وتجربته وحوادث زمنه على المستوى الجمالي ، وماهي أهم الأسس التي اتكأ عليها في إخراج هذه التجربة في أجمل حــــــــلــــــــةٍ ؟ وقد أفرزت القراءة وضع خطة للموضوع وهي كالتالي: تقسيم الموضوع إلى ثلاثة فصول ، الفصل الأول نظري الذي خُصَّ بالتعريف بتقنية التناص وولادتها عند الغرب وأعلامه والعرب قديما وحديثا ، وكذا الوقوف عند مستويات التناص وأنواعه ومصادره . ثم أردفه الفصل الثاني الذي تناول تعريفا للأسطورة ونشأتها منذ القدم مع بيان وشائجها الوثيقة الصلة بالأدب ، مذيلين الفصل بدوافع وأسباب استخدامها في شعرية الزمن المعاصر . أما الفصل التطبيقي الثالث فقد عني بالتعريف بالشاعر نزار قباني ، وأهم الأساطير التي استلهمته فألحت عليه توظيفها ، ثم استكناه مواضع الجمالية في تناصاته الأسطورية . وقد قامت الدراسة على مجموعة من المناهج الشاملة في مضمونها وتتجلى أولا في المنهج التاريخي لتقصي التناص و الأسطورة ثم المنهج التفكيكي . وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج نذكر منها : 1/ يطوِّعُ نزار قباني مختلف الأساطير أثناء توظيفه لها تطويعا جيدا من غير أن يكسر دلالتها المعنوية التي علقت على مر الأزمان في وجدان المتلقي العربي . 2/ كل النماذج الأسطورية الموظفة في شعر نزار قباني كانت نماذج أسطورية مخلِّصة أو جاءت في سياق تخليص ، بدءا من إله الخصب وانتهاء بالمهدي المنتظر ، وفي هذا ما يشير إلى توق الشاعر إلى خلاص الأمة العربية من كل قيد يؤخر إلتحاقها بركب الحضارة . 3/ لا يعمد نزار إلى إثقال قصائده بأسماء الشخصيات الأسطورية - على غرار ما تكرسه بعض المدارس في الشعر العربي – وما ورد منها في شعره- هو قليل نادر كان وروده عفويا دون تمحل . وقد اعتمدنا في هذه الدراسة جملة من المصادر والمراجع يأتي في مقدمتها ديوان نزار قباني كمصدر رئيسي ، إضافة إلى مصادر أخرى أدبية أهمها : - عبد الحليم مخالفة ، تجليات الأسطورة في أشعار نزار قباني السياسية . - جمال مباركي ، التناص وجماليته في الشعر الجزائري المعاصر . والحقيقة أننا قد عانينا زمرة من الصعوبات والتي تعد حال أي دارس ، منها قلة المراجع في بعض الجزئيات أو استعصاء تحصيلها ، وصعوبة استشفاف بعض الجماليات الأسطورية كونها تتعلق لزاما بخلفية معمقة متشعبة حول الأساطير القديمة فهي حصيلة مزاحمة مئات من الكتب بالركب ،ونقص إمكانياتنا المعرفية في هذا المجال والتي كادت أن تعصف بعزيـمتنا في مواصلة البحث وإتمامه لولا توفيق الله سبحانه وتعالى الذي بفضله تحدينا كل أشكال المعاناة. ولا يسعنا في الختام إلا أن نتقدم بالشكر لأستاذنا المشرف علي كرباع الذي كان لنا نعم المعين ، وشرفنا أيَّما شرف بقبول الإشراف ، فله منا جزيل الشكر والعرفان . وأخــــيــــرا نـــرجو من خلال هذه الدراسة أن نكون قد وفقنا ولو بالنزر القليل في خدمة التراث الأدبي، وإذ بنا نضع هاته الدراسة بين أيديكم ، فإننا نلتمس العذر لما شابها من نقائص ، وحسبنا Harmony 'emerged as a modern term in the emergence of modern studies, which deal with the process of influence and influence among the various texts. This is the most problematic term and the difference between the Western and the Arab critics as well. It falls within the problem of writing in other writings, And the expansion of the texts absent, and then the process of influence and influence in the previous literary discourse is a natural situation because of the readable text left on the psyche of the writer, a man does not generate a poet or writer, but by virtue of his view of the previous work is a conduit of his own and then inspired by Say artistic talents.

The contemporary poem is derived from various sources, religious or mythological, which combine a number of cultural, psychological and political motives that combine to form a rich reference. The poem provides renewed vitality cards that emerge from the direct, spontaneous and spontaneous control of some of the poems in the history of literature. The new cultural transformations require the poet to be at the level of the age and his cultural conquests and be familiar with the cultures of peoples and their modes of thinking and vision of the world, And not only the national cultural balance, but must be open to foreign cultures and assimilated and then take the development of his experience and aspire to play an active role in raising the reader's awareness of the nature of literary work.

There is no doubt that the experience of Nizar Qabbani is one of the pioneering experiences in employing the myth according to the concept of harmony and adapting it in accordance with its diverse culture and its saturated background, following the study of the ancient inventory of the mythical models that occupied human thought for many periods and long periods. The superficial surface of other poets . The choice of this subject without the other topics for several reasons for several reasons: first, that the convergence as a critical concept dominated the literary scene and cash today is still a field requires the need for many of the deep studies that go away from the surface, which came the modern methods as we count, Zoom the corner of it by touching the aesthetic positions in it .There is a second motive that led us to this choice, an attempt to reveal some of the qualitative characteristics that characterize Nizar Qabbani and how to employ the mythical myth of a terrible distance away from the dimension of monotony and thus create in the poetic scriptural space strength and cohesion and earns the recipient unique taste, Self is in fact the first and most powerful motivation is our passion for the poetry of Nizar Qabbani, and its texts that carry the excellence and ability of the corner of the borrower does not know any reader. This research started from the problematic of: - How Nizar Qabbani formulated the myth and its volition according to its psychology and experience and the events of its time on the aesthetic level, and what is the most important basis on which to take this experience in the most beautiful suit? The reading produced a plan for the subject as follows: The division of the subject into three chapters, the first chapter of the theoretical, which refers to the definition of the technology of reproduction and its birth in the West and its flags and Arabs in the past and recent, as well as stand at levels of convergence and types and sources. The second chapter, which deals with the definition of the legend and its origin from ancient times, is accompanied by a statement and its close ties to literature. The chapter explains the motives and reasons for its use in the poetry of contemporary times. As for the third applied chapter, I mean by introducing the poet Nizar Qabbani, and the most important myths that inspired him to employ them, and then Astknha aesthetic positions in his mythological legends. The study is based on a set of comprehensive approaches in its content and is reflected first in the historical approach to the investigation of mythology and then the method of deconstruction. The research reached a number of results, including: 1 / Nizar Qabbani preaches various myths while employing them well adapted without breaking the moral significance that has been suspended over time in the conscience of the Arab recipient. 2 / All the mythical models employed in the poetry of Nizar Qabbani were legendary models or sincere in the context of salvation, from the fertile god to the final Mahdi, and this indicates the poet's longing to save the Arab nation from any constraint delaying its accession to civilization. 3 / Nizar does not exaggerate his poems with the names of the legendary figures - as some schools devote in Arabic poetry - and what is contained in his poetry - is a rare rare and was spontaneous and without wandering. We have adopted in this study a number of sources and references comes in the forefront of Nizar Qabbani as a major source, in addition to other sources of literature, the most important of which: - Abdul Halim violation, manifestations of the myth in the poems of Nizar Qabbani political. - Gamal Mbarki, harmony and his beauty in contemporary Algerian poetry. In fact, we have suffered a number of difficulties, which are the case of any student, including the lack of references in certain parts or the difficulty of collection, and the difficulty of discovering some of the legendary aesthetics because it involves a deep background complex about the old myths is the result of competing hundreds of books and the lack of our knowledge in this The field that almost overwhelmed our resolve to continue the research and complete it, but God Almighty, which thanks to our challenge all forms of suffering.