النظام المالي الاستعماري الفرنسي في الجزائر( 1870- 1914م)

Abstract

" إن النظام المالي الاستعماري الفرنسي بالجزائر، بالرغم من استعانته بالمؤسسات المالية كالبنوك وغيرها، إلا أنه لم يكتف بذلك بل أثقل الأهالي الجزائريين بمجموعة من الضرائب المرتفعة، لتغطية نفقاته في الجزائر، ولتحقيق المزيد من الربح وقد ظهر التمييز جلياً في معاملة السلطات الاستعمارية بالجزائر، للمستوطن وللأهالي الذين فرضت عليهم مجموعة من الضرائب الخاصة والمعروفة بالضرائب العربية، وغدا بذلك العنصر الأهلي أكبر مساهم في الخزينة والأقل استفادة منها. - من خلال هذا كله نستنتج أن فرنسا جاءت إلى الجزائر من أجل البقاء وجعلها قطعة من فرنسا والدليل على ذلك تلك الأموال الضخمة التي أنفقتها على المشاريع في الجزائر بما فيها المستوطنات وتلك المنجزات التي سخرتها لخدمة المستوطنين. - إن النظام المالي الاستعماري الفرنسي في الجزائر 1870-1914م، خلف انعكاسات وخيمة على الأهالي فقد أدت إلى تفكيك البنية الاجتماعية، تراجع دور القبيلة وتراجع معها دور الأسر الكبيرة داخل المجتمع الأهلي، كما ساءت الحالة الاجتماعية للأهالي الجزائريين، فانتشرت الأوبئة والمجاعات وانخفضت القدرة الشرائية، نتيجة قلة المداخيل الشيء الذي أدى إلى الهجرة خارج الوطن إلى كل من المشرق العربي وفرنسا. - فكان رد فعل الشعب الجزائري إزاء هذا النظام المالي في الجزائر، هو القيام بعدت ثورات شعبية حمي وطيسها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مثل ثورة المقراني 1871م وثورة الأوراس 1879م وثورة بوعمامة 1881م، وأغلب أسبابها مصادرة الأراضي والضرائب المرتفعة ضد الأهالي. " "The French colonial financial system in Algeria, although used by financial institutions such as banks and others, did not limit the Algerian population to a high tax collection to cover its expenses in Algeria and to achieve more profit. The discrimination was evident in the treatment of the colonial authorities in Algeria, the settler and the people Which imposed on them a set of private taxes known as Arab taxes, and so the civil element became the largest shareholder in the treasury and the least benefit from it. - Through all this we conclude that France came to Algeria to survive and make it a piece of France and the proof of that huge funds spent on projects in Algeria, including settlements and the achievements that he used to serve the settlers. - The French colonial financial system in Algeria in 1870-1914, behind severe repercussions on the people, led to the dismantling of the social structure, the decline of the role of the tribe and the decline of the role of large families within civil society, and worsened the social situation of the Algerian people, epidemics and famine spread and decreased purchasing power, As a result of the lack of income, which led to emigration to both the Levant and France. - The reaction of the Algerian people to this financial system in Algeria was to carry out popular revolutions in the second half of the nineteenth century, such as the revolution of Mekrani in 1871, the revolution of the Auras 1879 and the revolution of Bouamama in 1881, mostly for the confiscation of land and high taxes against the people.