الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحرية واحترامها 1951 م

Abstract

إن الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحرية و احترامها ولدت في ظروف جد صعبة خاصة متعلق بممارسات الاستعمار المختلفة، كقمع الحريات وتزوير الانتخابات و اعتقالات قادة الحركة الوطنية التعسفية و اكتشاف المنظمة الخاصة 1950م، كل هذه الظروف حتمت على تشكيلات الحركة الوطنية الاقتناع بإنشاء منظمة توحد صفوفهم، وتلم شملهم رغم اختلاف توجهاتهم الفكرية و مرجعياتهم السياسية فكان التضامن بين أربعة تيارات سياسية تمثلت في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية و جمعية العلماء المسلمين بالإضافة لحزب البيان الجزائري, و الحزب الشيوعي, و قد تأسست الجبهة رسمي بتاريخ25جويلية 1951م و كان هدفها هو احترام الحريات الأساسية ومحاربة القمع بجميع أنواعه و رفع التدابير الاستثنائية الواقعة على مصالي الحاج، بالإضافة إلى إنهاء تدخل الإدارة في شؤون الديانة الإسلامية, لذلك أسست هيكل تنظيمي ليقوم بأعمالها متكون من لجنة إدارية و مكتب دائم, الأول بمهام تنظيم مؤتمرات صحافية واجتماعات عامة، والثاني مكلف بإقامة الاتصالات الأحزاب الديمقراطية الفرنسية و الأجنبية، و ركزت نشاطاتها على المستوى الداخلي عن طريق لجان ولائية، كالتنديد بأحداث آريس واحتجاجات حول المعتقلين في محكمة البلدية والاحتجاج للجنة حقوق الإنسان الدولية بخصوص إضراب الجوع في سجن الأصنام 16 مسجون الذي دام 24 يوم . كما حاربت تدخل الإدارة الفرنسية في شؤون الدين الإسلامي، و كان لها نشاطات خارجية تمثلت في التضامن مع الجيران الأشقاء المغاربة ضد الممارسات التعسفية و تبني قضاياهم والدفاع عنهم و قد كان حول الجبهة مواقف مختلفة فعلى المستوى الوطني رحبت بها جميع أطياف المجتمع الجزائري في حين كان رد الفعل مختف اتجاه الاستعمار فتميز بالعنف و التهجم عليها بكل الطرق، لكن للأسف لم يطل عمر هذه الجبهة الذي انتهى في سنة واحدة, و هذا راجع لعدة أسباب أبرزها اختلاف المرجعيات الأيديولوجية الذي ظهر في الانتخابات مثلما حدث للحزب الشيوعي الذي خالف أمر الجبهة وشارك في انتخابات أكتوبر 1951.