المطبخ المغاربي وتجهيزاته خلال العصر الوسيط في بلاد المغرب الإسلامي

Abstract

يعد الطعام موروث حضاري لا يتغير بتغير الزمن ، فهو يمثل حلقة متجانسة ، في الحياة اليومية للمجتمعات عبر العصور ، فهو يعكس مدى تطورها . فقد عرف الطعام في بلاد الغرب الإسلامي خاصة في عصر الدولة المرابطية والموحدية وماتلاها من الدويلات تطور وتنوع ورقي في ألوان وأصناف الأكل ، خاصة بعد الإحتكاك والتواصل بالعدوة الأندلسية . عرف المطبخ المغاربي أنواع متعددة من الأواني والوسائل المستعملة في الطبخ منها التي صنعت من الخشب أو الفخار أو الحديد أو النحاس أو الزجاج الخاصة بأواني التقديم والتخزين و التحضير بالإضافة إلى طرق الاعتناء بها ونظافتها ، وهذا لإرتباط الطبخ وموضوع الطعام إرتباطا وثيقا بسلامة وصحة الأبدان . عني الطباخون المغاربة عناية كبيرة بإعداد الأطعمة وربطوها بالصحة الجسمانية فقد أختارو ما هو صحي من أنواع اللحوم والخضر والفواكه والأبازير وأجودها .وهذا ما إنعكس على تنوع الموائد من مختلف الألوان والوصفات الغذائية في مختلف الطبقات الإجتماعية سواء الطبقة الخاصة أو العامة ومن أنواع الأطعمة التي كانوا يتناولونها كالثريد والكسكس والعصائد والهرائس ومختلف المشاوي وأنواع الخبز و الفواكه والحلويات والأشربة وغيرها كذلك اهتموا بطريقة تقديم الأكل وتنوعه على المائدة فكان لا يقدم دفعة واحدة بل على عدة مراحل مرفوقة بآداب إسلامية قبل وبعد الأكل مثل البسملة وطريقة الجلوس وغسل الأيدي بالغاسول بعد الإنتهاء من الطعام وغيرها من الآداب. كما كان الإحتكاك بالأندلسيين الوافدين للعدوة المغربية أثر مهم زاد من تطور وإزدهار الحياة الإجتماعية نذكر ما فعله زرياب الموصلي بعد قدومه للأندلس وكيف ساهم في تنظيم الحياة اليومية لأهل العدوة سواء في طريقة تنظيم الموائد أو طرق تقديمها أو جلب أكلات جديدة وبمكونات وتوابل متنوعة وغيرها من الأنظمة الحياتية الإجتماعية . بالإضافة إلى الدور الأبرز وما قامت به الرحلات العلمية والرحلة لأداء فريضة الحج من التواصل والترابط بين أهل المغرب وأهل المشرق وفتح المجال إلى تبادل العادات والتقاليد وخلق جانب من التأثير والتأثر بينهما