فقه النّوازل بين الاجتهاد المعاصر والدّرس المقاصدي

Abstract

يشهد العالم المعاصر جملة كبيرة من المتغيّرات التي باتت تتزايد وتتراكم بشكلّ ملحوظ، والتي مسّت جميع جوانب الحياة من تحوّل تكنولوجي جعل من المعلومات تتجدّد وتتراكم باستمرار، وجعل من العلم يتطوّر كمّا وكيفا ليشمل هذه القضايا كلّها، حيث صار من الضروري التعامل مع هذه المستجدات تماشيا مع حركة الحياة والوقائع من خلال وضع آليات خاصة للاجتهاد المعاصر مع رسم معالم جديدة له تفرضها التطوّرات الحاصلة دون المساس بأصول الدّين وثوابته وعملا بأحكامه بما يحقّق المصلحة العامّة في العاجل والآجل. إنّ الواقع الذي طرأت عليه تحوّلات عميقة جعل من الواجب التعامل معها وجريانها وفق العقول الراجحة وتماشيا مع تحقيق مصالح العباد ولقطع المجال أمام أهل الأهواء وأصحاب البدع والعقول الفاسدة التي تريد تزيين الأفعال بعيدا عن الشّرع. وعليه فإنّ الاجتهاد في هذه النّوال المعاصرة لا يمكنه أن يحقق أهدافه إلاّ بتوفّر جملة من الضوابط والآليات حتى لا يزيغ الحكم المنشود عن أصله. فجاءت هذه الدّراسة لتبيّن أهمّية التّعامل مع النّوازل والنّظر فيها من أهل الحل والعقد. كما تكمن أهميتها في معرفة حرص العلماء على ضبط هذه الأحكام بما تمليه أحكام الشّريعة الإسلامية في حال عدم وجود النص الشّرعي لمعرفة مدى سعة وواقعية وشمولية الشّريعة وصلاحيتها لكلّ زمان ومكان. -الوقوف عند جهود العلماء في ضبط طرق التعامل مع النّوازل. -معرفة الشّروط اللازمة والضوابط الأساسية التي يعتمدها المجتهد في الفتوى. أمّا إشكالية الدّراسة فتتمحور حول معرفة أبعاد التّعامل مع النّوازل وتكييفها مع أحكام الشّريعة بالنّظر إلى أهم الآليات والضوابط التي تفرض عند الحكم فيها. ومن أجل ذلك وظّف المنهج الوصفي الذي يعتمد على وصف الظواهر ومعرفة حقيقتها من خلال مناهج العلماء. وفي الأخير فإنّ هذه الدّراسة تدخل ضمن فعاليات هذا الملتقى تحاول تحليل جزئية من محور جامع لكثير من المواضيع تخدم أصل العنوان الذي أنشئ من أجله.