معيقات توظيف النظرية السوسيولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي الراهن من وجهة نظر أساتذة علم الاجتماع

Abstract

الملخص:

باللغة العربية: دراستنا الموسومة ب "معوقات توظيف النظرية السوسيولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي الراهن" من وجهة نظر أساتذة علم الاجتماع. قد انطلقت من التساؤل الرئيسي التالي: ماهي معوقات توظيف النظرية السوسيولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي الراهن من وجهه نظر أساتذة علم الاجتماع؟ وينطوي تحته تساؤلين فرعين: 1- ماهي المعوقات الإبستمولوجية التي تعرقل توظيف النظرية السوسيولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي الراهن من وجهه نظر أساتذة علم الاجتماع؟ 2- ماهي المعوقات العملية التي تعرقل توظيف النظرية السوسيولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي الراهن من وجهة نظر أساتذة علم الاجتماع؟ وتهدف الدراسة إلى التعرف على المعوقات الإبستمولوجية التي تقف حيال توظيف النظرية السوسيولوجية وتجعلها غير قادرة على فهم ودراسة الواقع الاجتماعي المعاش، وبالتالي تكون عاجزة عن تشخيص الظواهر الاجتماعية والكشف عن طبيعة وقائع هذه المشكلات، وهذا من وجهة نظر أساتذة باحثين في علم الاجتماع. وقد سعت هذه الدراسة للكشف عن المعوقات الابستمولوجية والعملية التي تحول دون توظيف النظرية السوسيولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي الراهن، وتجعلها عاجزة عن تحقيق دورها الأساس في فهمه وتأويله، وذلك من وجهة نظر أساتذة علم الاجتماع. وللإجابة على هذه التساؤلات اتبعنا مجموعة من الإجراءات المنهجية المتمثلة في المنهج الكيفي والمقابلة كأداة لجمع البيانات مع تقنية تحليل المحتوى بوصف طبقت على أساتذة باحثين في علم الاجتماع، برتبة "أستاذ التعليم العالي"، حيث قدر عدد مفردات الدراسة "بواحد وعشرين أستاذ (21) أستاذ التعليم العالي" في علم الاجتماع، وذلك بالإعتماد على الحصر الشامل وهذا في بعض جامعات الشرق الجزائري، وهم "جامعة محمد الشريف مساعديه بسوق أهراس وجامعة باجي مختار بعنابة، وجامعة العربي تبسي بتبسة، وجامعة 08 ماي 1945 بقالمه، حيث أسفرت نتائج الدراسة الميدانية الى عدم وجود توظيف جيد وحقيقي للنظريات السوسيولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي الراهن، وهذا راجع لعدة معوقات تعطل سير النظرية في دراستها للواقع الاجتماعي، فالنظريات السوسيولوجية المعتمدة في الغالب لا تستجيب للمشكلات الاجتماعية التي يفرزها الواقع، وهذا نتيجة عدة معوقات إبستمولوجية وعملية، كون النظريات السوسيولوجية لا تلائم سياقنا الاجتماعي، وبالتالي لا تستطيع الاستجابة للإشكالات التي يفرزها الواقع لاختلاف البيئة والخصوصية السوسيوثقافية، ولِاختلاف الزمان والمكان الذي أنتجت فيه النظريات الأجنبية، إضافة إلى تبدل العلاقة بين النظرية والواقع الاجتماعي، لأن حركة الواقع أصبحت سريعة تفوق إمكانيات النظرية السوسيولوجية في متابعتها، وملاحقتها، وهذا يؤثر على إدراك النظرية السوسيولوجية للعلاقات السببية بين المتغيرات، مما يشكل صعوبة في توظيفها لدراسة الواقع الاجتماعي الراهن، ومع هذا وفي ظل غياب تنظير محلي يفضل الباحث السوسيولوجي العربي الاستمرار في الإعتماد على هذه النظريات مع محاولة تطويعها وتكيفها بما يتناسب ومفرزات مجتمعنا المحلي ومقابل هذا نجد الباحث لا يحيط إحاطة كافية بواقعه الاجتماعي، وهذا يعتبر عائق أكبر لأنه لا يمتلك المعطيات لإختيار النظرية المناسبة وتكيفها حسب هذا الواقع فالباحث السوسيولوجي لا يحيط بواقعه الاجتماعي إحاطة كاملة وبالتالي لا يستطيع التنظير له. إضافة للمعوقات الإبستمولوجية هناك معوقات عملية عديدة أهمها ضعف التكوين الذاتي للباحث السوسيولوجي العربي، فهو يجد صعوبة في فهم النظرية السوسيولوجية وتوظيفها، أيضا يوجد عدم رضى من طرف المبحوثين على البرامج وطرق التكوين التي لا تواكب الجديد ولا تلامس الواقع الاجتماعي، مع عدم تشجيع المناخ العلمي لأي إبداع وكل هذا يزيد من تأزم الوضع على مستوى توظيف النظرية السوسيولوجية في دراسة الواقع الاجتماعي الراهن.

لملخص باللغة الإنجليزية: The present study, entitled "Obstacles to employing sociological theory in studying current social reality" from sociology professors’ viewpoints is an attempt to answer the following main questions : 1- What are the epistemological obstacles impeding the employment of sociological theory in studying the current social reality from sociology professors’ viewpoints? 2- What are the practical obstacles impeding the employment of sociological theory in studying the current social reality from sociology professors’ viewpoints? The study aims to identify the epistemological obstacles that stand in the way of employing sociological theory and make it unable to understand and study the lived social reality, and thus be unable to diagnose social phenomena and reveal the nature of the facts of these problems, and this is from sociology professors and researchers’ viewpoints. It seeks to reveal the practical obstacles preventing the employment of sociological theory in the study of the current social reality, and make it unable to achieve its basic role in understanding and interpreting it, sociology professors’ viewpoints. In order to answer these questions, we followed a set of methodological procedures represented in the qualitative approach and the interview as a main tool for data collection with the content analysis technique as a secondary tool that was applied to research professors in sociology, with the rank of "Professor of Higher Education", where the number of study items was estimated to be 21 higher education professors in Sociology, based on comprehensive enumeration, and from some Algerian East universities, namely,“ Mohamed-Cherif Messadia University, Souk-Ahras, Badji Mokhtar University, Annaba, Larbi Tebessi University, Tebessa, and May 08, 1945, Guelma. The obtained results of the field study have proven the absence of a good and real use of sociological theories in studying the current social reality, and this is due to several epistemological and practical obstacles that impede the progress of the theory. The fact is that sociological theories do not fit our social context, and hence cannot respond to the problems raised by reality due to firstly, the difference in the environment and socio-cultural specificity, and secondly, the difference in time and place where foreign theories were produced, in addition to the change in the relationship between theory and social reality. The movement of reality has become faster than the possibilities of sociological theory following it. This affects the understanding of the sociological theory of the causal relationships between variables, making it difficult in using to study the current social reality. However, and in the absence of local theorizing, the Arab sociological researcher prefers to continue relying on these theories while trying to adapt and adopt them in proportion to the detachments of our local society. To choose the appropriate theory and adapt it according to this reality, the sociological researcher does not fully understand their social reality and therefore cannot theorize it. In addition to the epistemological obstacles, there are many practical obstacles, the most important of which is the weakness of self-formation of the Arab sociological researcher, as they finds difficult to understand and use the sociological theory. Creativity and all this worsen the situation at the level of using sociological theory in the study of the current social reality.