الوعي التاريخي عند الإغريق من الميتوس الى اللوغوس

Abstract

الفكر الشرقي ظهرت الحاجة إلى تدوين وتسجيل الأحداث في صورة رموز حفرت على الحجر والفخار بعد أن اخترعت طريقة الكتابة عند الحضارة المصرية والرافدية في دلتا ودجلة والفرات، كما عمد الملوك على تسجيل أعمال مأثرهم وانتصاراتهم الحربية وابقائها ماثلة في المعابد للتعبير على أفضال الآلهة، أما في الصين تمثل حكم كونفيشيوس ما تضمنه من تعاليم خلقية واعتبر التاريخ أحد العلوم الرئيسية المشكلة لثقافة الشعب الصيني، أما الحضارة الهندية فقد تجلى التاريخ في التعليم وكان التعليم عبر طبقات وكذلك تجلى في الموسيقى في الترانيم الهندية. أما فكرة التاريخ عند اليونان جاء من ملحمتي اليونان الشهيرتين اللتان قدمتا قراءة الأولية لواقع الحياة اليونانية وبصورة أدبية يتحللها أقوال وأراء تمثل حكمة اليونان في مختلف جوانب الحياة وأهمها تصور الآلهة ومن هنا بدأ العقل يحاول أن يضع أساسا للتفكير ليتخذ منها نحو بناء الأفكار التي تحدد رؤيته للقادم في مستقبله من خلال ربطه بالماضي المستمد من وحي الآلهة فكانت حركة التاريخ على ما يبدوا وقد تمحورت في هذا الاتجاه وأخذت جانبا جديدا لم يكون معهودا في أنماط الفكر اليوناني. مما يمكن معه القول إن بواكير الوعي التاريخي ترجع إلى تلك المرحلة التي ارتبطت بالأدب على الرغم من أنها لم تدون تمثلت بملحمتي هوميروس الإلياذة ولأوديسة والتي تحدثت عن الحرب بين الاغريق وطروادة وللتان يعدا مصدران تاريخيا لتلك الحقبة التي خلت من التدوين التاريخي إذ استند عليها الكثير من الفلاسفة وبعد هيرودوت ثيوكيديدس من الأوائل الذين جعلوا من التاريخ علما وذلك بتسجلهم للوقائع التاريخية، وكان أسلوبهم في تسجل تميز بالعلمية والموض وعية، أما بوليبيوس فقد ساعدته نظرته الفلسفية الكلية إلى تتابع أحداث التاريخ وتمسكه بمبدأ عدم التحيز والالتزام والدقة من أي مؤرخ آخر. وقد حضي التاريخ باهتمام في العصور الوسطى وخاصة القديس أوغسطين حيث أنه اعتبر التاريخ علما خادما للعقيدة وأن المحرك الأساسي للتاريخ هو الله ولا وجود لإرادة البشر في صنع تاريخهم. أما في العصر الحديث فتلقى التاريخ عناية خاصة من قبل الفيلسوف فيكو والذي يرى أن التاريخ هو التاريخ حضارات والتعاقب الدوري للأحداث، فالتاريخ عنده يمر على شكل دوري ولكن لكل دورة نقطة نهاية يتوقف عندها، وأنه يسير وفق قانون يحكم تطور الشعوب فالأمم في تطورها تحتاج إلى قانون ينظمها لتصل إلى حياة اجتماعية منظمة.