جسور من التواصل الحضاري ومظاهره بين بلاد المغرب الأوسط وبلاد السودان الغربي

Abstract

كان أول أتصال شهدته منطقة المغرب الأوسط بالسودان الغربي عند قيام الدولة الرستمية بالمغرب الأوسط، وكانت هذه الدولة من أولى الكيانات السياسية التي ارتبطت بعلاقة اقتصادية وسياسية بالسودان الغربي، وفتحت مجال التواصل وتبادل الحضرات بينهم وكان حكام المنطقتين يسعون جاهدا لتقوية أواصل هذه العلاقة، وكانت التجارة أولى العوامل التي ربطت بينهم فتبادلت المنطقتين عن طريق القوافل التجارية السلع، وهذه القوافل لم تكن محملة بالسلع فقط بل انتقل عن طريقها علماء وفقهاء خصتا علماء منطقة توات التي كانت رحلاتهم بكثرة. وهذا راجع لقرب مجال المنطقتين و نقلوا المورث الحضاري المغربي الاسلامي وصبغت به بلاد السودان الغربي وظهرت مظاهر هذا الاتصال من خلال أنتشار الطريقة الصوفية، كالطريقة القادرية والتجانية وشهدت المنطقة عن طريقهم نوع من التقدم من خلال إقامتهم للزوايا، وأنتشر أيضا المذهب الأباضي الذي أصبحى يدين به كل من بالمنطقة ونتج عن هذا التواصل تمتين اواصر الدين الاسلامي، وقضي على العديد من العادات الوثنية وتطورت الحركة الفكرية الثقافية وشهدت المنطقة العديد من التنظيمات في جميع الميادين الحياة وهذا نتيجة اتصالها بمنطقة متطورة حضاريا .The first contact witnessed by the Middle Maghreb region with Western Sudan was when the Rustamid state was established in the Central Maghreb, and this state was one of the first political entities that had an economic and political relationship with Western Sudan and opened the field of communication and the exchange of civilizations between them. It linked them, so the two regions exchanged goods through trade convoys, and these convoys were not only loaded with goods, but also scholars and jurists, especially the scholars of the Tawat region, whose trips were frequent, moved through them. is is due to the close proximity of the two regions, and they transferred the Moroccan-Islamic civilizational legacy, and the countries of western Sudan were dyed with it. The manifestations of this contact appeared through the spread of the Sufi method, such as the Qadiriyya and Tijaniyya methods. In the region, as a result of this communication, the bonds of the Islamic religion were strengthened, many pagan customs were eliminated, and the intellectual and cultural movement developed.