دور الجمعيات في التنشئة الدينية جمعية المعالي للعلوم والتربية بولاية الوادي أنموذجا

Abstract

تعتبر الجمعيات من أهم المؤسسات المدنية التي تساهم بشكل مباشر في رسم التغيير في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو التربوي أو الديني أو غيرها من المجالات الأخرى، وتعتبر هذه النشاطات التي تقوم بها الجمعيات تعبيرا مباشرا عن مدى التطور وحجم التنمية التي وصل لها المجتمع، فعمل الجمعيات إلى جانب المؤسسات المدنية الأخرى يعد ضرورة وحاجة ملحة في وقتنا المعاصر، خاصة في مجتمعاتنا الإسلامية التي تعاني من التخلف في شتى المجالات وبأشكال ونسب متفاوتة، ولقد ساهمت الجمعيات تحت مسميات مختلفة خاصة في المجال التربوي والدعوي أثناء الحقبة الاستعمارية في صناعتها لأجيال معتزة بهويتها الدينية والوطنية, وقد كان لها الدور البارز والمهم في حماية النشء من كل ما يحيط به من مخاطر قد تعصف به في تلك المرحلة، فساهمت في ربط تلك الأجيال بهويتهم الدينية والوطنية والثقافية، إذ تعتبر تلك الجمعيات الحصن المنيع الذي تصدى للاستعمار الفرنسي بكل قوة، بل وتمكنت من دحض جميع المحاولات الاستعمارية المسمومة التي قامت على فكرة سلخ تلك الأجيال عن عقيدتهم الإسلامية من جهة وإبعادهم عن قضيتهم الوطنية من جهة أخرى، وبعد الاستقلال ظلت تلك الجمعيات تساهم في بناء الدولة الجزائرية من خلال دورها في صقل النظام الاجتماعي وتهيئته للبناء والتعمير والتنمية، وبالرغم من التحولات الخطيرة التي أحدثتها العولمة اليوم في مجمعاتنا المحلية والإقليمية، لازالت تلك الجمعيات تصنع الحدث والتميز, وبما أن هذه الجمعيات مازالت تتولى على عاتقتها المساهمة مع الأسرة ومؤسسات الدولة الأخرى كالمدارس والمساجد ووسائل الإعلام في مهمة تربية النشء، وتأهيله اجتماعيا لتكوين مواطنين صالحين في المستقبل يقومون بخدمة وطنهم وبلدهم بل وأمتهم، فقد ارتأينا من خلال هذه الدراسة أن نسلط الضوء على تجربة جمعية المعالي للعلوم والتربية فرع ولاية الوادي التي تعتبر من التجارب الناجحة محليا ووطنيا، الأمر الذي دفعنا لهذه الدراسة التي نريد أن نبرز من خلالها أهم النشاطات التي قامت بها الجمعية في مجال تربية النشء، وذلك في سعي منا لتشجيع تلك التجارب الناجحة والتحفيز على هذه الأنشطة والانجازات التي تعود على بلدنا وأجيالنا ووطننا بالنفع بالخير، أما عن أهم أهداف الدراسة فقد تلخصت في تقصينا لأهم المشكلات التي قد تواجه الجمعيات ذات الطابع التثقيفي التربوي أثناء التفكير في إنشائها، وتوضيح مدى أهمية وفاعلية هذه الجمعيات في المساهمة في خلق جو تربوي تثقيفي أثناء تربية النشء وصناعة أجيال المستقبل، وللقيام بهذا البحث قمنا بتوظيف المنهج الوصفي والتحليلي باعتبارهما المناسبين لدراستنا، انطلاقا من الإشكالية الآتية: ما هو الدور الذي تقوم به جمعية المعالي للعلوم والتربية بولاية الوادي في مجال التنشئة الدينية؟ وما هي أهم الأهداف التي سطرتها لاستقطاب النشء وتعزيز القيم الدينية لديه؟ وما هي أهم المشاريع التي تبنتها الجمعية لاستقطاب النشء و وقايته من مخاطر العولمة ومخاطر الغزو الثقافي والاستراتجيات التي اعتمدت عليها؟