التاريخ الثقافي للجنوب الجزائري من خلال كتابات أبو القاسم سعد الله

Abstract

حاول سعد الله على غرار الكثير من المؤرخين الإلمام ودراسة الوضع الثقافي وخص اهتمامه بالجانب الثقافي، وقد توصل من خلال كتابه تاريخ الجزائر الثقافي في البحث على أهم المقومات الثقافية في الجنوب الجزائري، بالنسبة للجانب الديني في منطقتي تقرت ووادي سوف فقد تعرفنا على العديد من الطرق الصوفية وبعض المعتقدات فمن بين الطرق نجد : الطريقة التجانية، والطريقة القادرية، الهبرية والعديد من الطرق الأخرى...و في الجنوب الجزائري وبالأخص في منطقة تقرت عاصمة وادي ريغ غلب الجانب الديني على الجانب الثقافي من خلال كثرة المساجد والزوايا فقد كانت أول محطة تعليمية ألا وهي التعليم القرآني المسجدي، فمن بين المساجد التي تخرج منها العديد من الطلبة المسجد العتيق "الكبير" بتقرت فقد كان بمثابة مركز تعليمي ووجهة لكل زائر. كما تميز مجتمع وادي سوف في تجسيد مبادئ الإصلاح بالمنطقة ويتضح ذلك من خلال إرسال أبنائهم إلى المدارس القرآنية وإنشاء المدارس الخاصة من طرف المعلمين المتطوعين لتحفيظ أبناء المدينة وكذلك الدور الإيجابي الذي لعبته الطرق الصوفية في توعية السكان بالتمسك بدينهم والتفاتهم أكثر حول أمور الدين الإسلامي. فقد كانت مدينة بسكرة كغيرها من المدن الجزائرية التي لها فروع من الطرق الصوفية، ومن بينها التي شهدت انتشار واسع في بسكرة وهي الطريقة الرحمانية .وانتشار الزوايا في بسكرة ونجد من بينهم زاوية طولقة التي أسسها علي بن عمر المختار والتي تعتبر أم الزوايا العزوزية الرحمانية في الشرق الجزائري وجنوبه، كما نجد أيضا زاوية الشيخ المختار بن خليفة الجلالي بأولاد جلال. ونجد ايضا وادي سوف كغيرها من المدن الجزائرية التي لها الفضل في تأسيس العديد من المؤسسات الثقافية التي لعبت دور هام في الجنوب الشرقي من أجل الحفاظ على الثقافة، ومن بين هذه المؤسسات الثقافية المساجد، الزوايا، وغيرها.