منهج التساهل في الفتوى بدعوى التيسير، أصوله وبواعثه دراسة تأصيلية تطبيقية
No Thumbnail Available
Date
2019-11-13
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
University of Eloued جامعة الوادي
Abstract
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، ورضي الله عن آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فإنّه لا يخفى على كلِّ طالب علمٍ شرعي، ما للفتوى من رفيع المكانة وعالي المقام ومنيف الرُّتبة والشَّأن ويكفي في ذلك، أنها توقيع عن رب العالمين، وصاحبها قائم في الأمة مقام النبيّ عليه الصلاة والسلام، فبها تعرف الأحكام، ويتميّز الحلال عن الحرام، وتتحقّق مصالح الأنام، ولذا عُني بها الإسلام، وأولاها أشدَّ الاهتمام، وضبطها بضوابط صرام، كي لا يلج أبوابها من هبّ ودبّ من العوام. وأول من تصدر للفتيا في صدر الإسلام، النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام بها بعده الصحابة الكرام، ما بين مكثر ومتوسّط ومقلّ، كل على حسب سعة علمه وظروفه، ثم صارت الفتوى في التابعين وتابعيهم ومن سار على منهاجهم من الأئمة الأعلام..، إلى يوم الناس هذا؛ لا يتبوؤها في الأصل إلا من أحسن صنعتها وضبط مسائلها وحرر قواعدها. وكان المنهج العام للفتوى على مر الأيام هو الوسطية، فلا إفراط بالغلو والتشدد بالتزام ظواهر النصوص والجمود على النقولات، ولا تفريط بالتساهل وتتبع الشذوذات والترخصات من الأقوال. منهج وسطي قائم على التيسير المنضبط بقواعد الشرع، تُتَبع فيه نصوص الشريعة، مع مراعاة مقاصد التشريع، وعدم إِغْفَالٍ أحوال المستفتين، وظروف زمانهم وبيئتهم. إلا أنه وبمرور الزمن تصدر للفتوى من لم يتأهل لها وتجرأ عليها من لم يستوفي شروطها ويستكمل أدواتها، ومع ضعف الوازع الديني وقلة المعرفة وخضوعا للواقع المنحرف، وركوبا لموجة كسر قيود التقليد والتقيد في الفتاوى للمذاهب المتبوعة، وبدعوى التيسير والتسهيل على الناس، لتغير أزمانهم، وتبدل أعرافهم، وحاجات الناس وضروراتهم في عصرنا الحاضر تقتضي فتاوى تساير أنماط معيشتهم، فبهذه الدعاوى والشبهات برزت -وبالأخص في عصرنا الحاضر- فتاوى غريبة عجيبة، ما أنزل الله بها من سلطان، فتاوى تهدم أصولا شرعية مقررة، وتُضحي بثوابت قطعية، وتُغير أحكاما شرعية، فتاوى صارت مادة دسمة لطعن في شريعة رب العالمين، والإساءة لدين الإسلام والمسلمين، والتهوين وامتهان العلماء الربانيين، فتاوى شاذة انتشرت في الناس كالنار في الهشيم، ومما ساعد على سرعة انتشارها وذيوعها وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية التي صيَّرت العالم كقرية صغيرة. فتاوى عظم ضررها وانتشرت آثارها السيئة بين الناس. كل هذا بدعوى التيسير والتسهيل على الناس.
Description
الملتقى الدولي الرابع حول صناعة الفتوى في ظل التحديات المعاصرة 13-14 نوفمبر 2019 معهد العلوم الإسلامية - جامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي
Keywords
الفتوى، منهج التساهل، التيسير، دراسة تأصيلية تطبيقية