تيمة الوطن و سؤال الهوية في المجموعة الشعرية *...وسابعهم وجهها* دراسة ثقافية

Abstract

يعتبر النقد الثقافي أحد أبرز التوجهات النقدية التي تم تبنيها في إطار التحديث في مجال النقد والدراسات الأدبية والذي يحاول فهم النصوص انطلاقا من حمولتها الثقافية التي أثثت أنسجة النص فتبدت لنا ثيمات متواترة مستترة أحيانا وظاهرة أخرى، من هنا انبثق العنوان تيمة الوطن في المجموعة الشعرية "...و سابعهم وجهها" دراسة ثقافية تكمن أهميه الموضوع في أن المقاربة الثقافية تزيح اللثام عن عديد القضايا التي باتت تؤرق المجتمعات، ومما زاده أهمية أن أغلب الباحثين يهابون ممارسة النقد الثقافي، وذلك لعدم وجود آليات متفق عليها يستنير بها النقاد، كما أن معظم الباحثين تجنبوا التطبيق في المنجز الشعري رغم ثرائه، ذلك ما ساقنا إلى اختيار مجموعة شعرية محلية واستنطاق أنساقها، والتي كانت أول منجز شعري محلي جماعي ، مما أكتبها تنوعا و ثراءا وغزارة في الرؤى فتعددت تيمة الوطن فيها، فـكان السؤال : مــا منسوب تواتر كلمة الوطن في الشعر الجزائري المعاصر؟ وهل للوطن وجه واحد؟ جاء البحث متسقا في فصلين بعد مقدمة ومدخل شمل مراحل تطور القصيدة الجزائرية المعاصرة، كان الفصل الأول نظريا جُلنا فيه بين ماهية النقد الثقافي وأبعاده، واتبعنا في ذلك المنهج الوصفي. أما الفصل الثاني فكان المنهج التحليلي السيد فيه، حيث ارتحلنا بين القصائد في رحلة شيقة لتقصي ثيمات الوطن واستنطاق معانيها. ولعل أهم النتائج التي سجلناها من تلك الرحلة أن للنقد الثقافي فاعلية قرائية مهمة في مجال الدراسات النقدية المعاصرة بمختلف مساربها منحت القارئ حرية الحفر عن المعنى، كما أن تيمة الوطن نمت بين نصوص المدونة مما دل على أنها نابعة من الحس الوطني الواعي والشعور المتجذر بالانتماء وحب الوطن. لكن هذه الرحلة البحثية لم تفك كل أسرار المدونة، فهي مازالت حبلى بالانساق الثقافية المتنوعة والمترابطة والتي تنتظر من المتلقي تسلق دروبها الوعرة.