التاريخ السياسي والحضاري للمرابطين بتلمسان472 -542هـ 1079-1148م

Abstract

ملخص الدراسة قامت الدولة المرابطية بالصحراء على أساس حركة دينية إصلاحية على يد مجموعة من الفقهاء أبرزهم عبد الله بن ياسين، سعت إلى نشر تعاليم الدين السمحة والقضاء على الأفكار الضالة المنافية للدين . فشرعت في مد نفوذها حتى استطاعت أن تؤسس دولة تشملت عدة مناطق من بلاد السودان غربا إلى بلاد المغرب والأندلس شمالا، ومن أهم المناطق التي تمكن المرابطون من ضمها إلى حكمهم منطقة المغرب الأوسط، فساعدتهم عدة عوامل على ضمه والوصول إلى قاعدته تلمسان التي اتخذوها كعاصمة ثانية لهم، وتصبح من أهم ولاياتهم في الغرب الإسلامي وعمل أميرهم يوسف بن تاشفين على الاعتناء بها من خلال بناء مدينة تاكرارت التي أصبحت مع مرور الوقت من أفضل الحواضر الاقتصادية والعلمية بالمغربين الأوسط والأقصى ويتجلى اهتمام المرابطين بولاية تلمسان بتعيين أفضل ولاتهم ليسهروا على تنظيم شؤونها، وكانت تعتبر بمثابة قاعدة عسكرية تنطلق منها الجيوش المرابطية في فتوحاتهم خاصة المتجهة نحو الأندلس . شهدت ولاية تلمسان خلال عهد المرابطين ازدهارا كبيرا في شتى النواحي الاقتصادية والعلمية فكانت مقصدا لكثير من التجار والصناع والعلماء والأدباء، فأصبحت بذلك أهم مركز من مراكز الاقتصاد والثقافة في الغرب الإسلامي، وقد خلف المرابطون عدة منجزات حضارية أهمها جامع تلمسان الذي مازال موجودا ليومنا هذا وخير شاهد على التطور العمراني الذي شهدته تلمسان خلال عهدهم، وبقي الوجود المرابطي بولاية تلمسان وبلاد المغرب إلى غاية سقوطهم على يد الدولة الموحدية سنة 539ه/1145م