الحلي، العطور ومواد الزينة في العراق القديم

Abstract

عرف سكان بلاد ما بين النهرين خاصة الحضارتين السومرية والأكادية خلال الألف الثالثة قبل الميلاد، صناعة مواد الزينة والعطور والحلي وكذلك الملابس بأشكالها ،واستخدام كافة الألوان بأطيافها التي عرفها العراقيون القدماء، وهي من الصناعات القديمة عرفها الإنسان منذ أقدم العصور ، إذ المعروف أن الإنسان دائما يبحث عن المواد التي يتزين بها، ويبرز ذلك من خلال الصفات الجميلة ولائقة، ولاسيما النساء اللواتي يهمهن أن يظهرن بالمظهر الجميل. ومن المعروف أن مواد الزينة هي مواد كمالية بالنسبة للإنسان ، وتعبر عن الجمال سواء الخاصة بالوجه أو رائحة المكان والجسم، أو سواء كانت الملابس أو المجوهرات، إذ أن الإنسان العراقي القديم تعرف على كل ما زاده جمالا في مظهره الخارجي، فصنع الكحل للعين، والبودرة التي استعملها للوجه والحمرة لشفاه، بل الأكثر من ذلك صنع العطور والزيوت العطرية للحصول على رائحة زكية لجسمه وتنعيم بشرته، أضف إلى ذلك صنع من الطين حليا تحلى بها، وبعد اكتشاف المعادن بمختلف أنواعها لاسيما الذهب والفضة صنع منها أرقي أنواع الحلي من خواتم وقلائد وأساور وأقراط ورصعها بالأحجار الكريمة بل تفنن في صنعها، كما تزين بأجمل أنواع الثياب الملونة والمطرز بالذهب والفضة التي كانت بسيطة في الأول لكنه طورها مع مرور العصور. إن هذا البعد الحضاري أمتد إلى المنطق المجاورة والحضارات التي احتكت مع حضارة بلاد الرافدين، ومن أبرز هذه الحضارات حضارات شبه الجزيرة العربية، ومنها الحضارة اليمنية القديمة التي تأثرت وأثرت في حضارات بلاد الرافدين في هذا الإطار.