دور فقه الموازنات في صناعة الفتوى المعاصرة - دراسة تطبيقية في فتاوى مجمع الفقه الإسلامي

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد: فقد قيض المولى سبحانه لهذه الأمة في الماضي والحاضر علماء نظروا في أصول الشريعة وفروعها، وبحثوا في كلياتها، وأمعنوا النظر في جزئياتها، واجتهدوا في استنباط أحكامها بناء على النصوص الشرعية، وتحقيق المصالح ودرء المفاسد، وبما أن المصالح والمفاسد ليست في درجة واحدة كان التعارض هو السبيل الوحيد لتقابلها، والشريعة ما جاءت إلا لتكفل للناس حقوقهم وتحفظ لهم مصالحهم وتحقق المقاصد الشرعية؛ وفي ظل هذا النظام برز فقه الموازنات ليكون الفيصل بين المصالح والمفاسد المتعارضة، اعتنى به الباحثون فهما وتأصيلا، واستندوا إليه تفريعا وتنزيلا، وما ذاك إلا لأهمية جلب المصالح ودرء المفاسد في حياة الناس . فكان لزاما أن يُبحث في أحكام النوازل المعاصرة وصياغة فتاويها على وفق مسلك فقه الموازنات؛ لتضبط بسلطان الشرع، وتسري عليها قواعده؛ لتتحقق المقاصد الشرعية وتسعد البشرية. والإفتاء في النوازل المعاصرة تولاه العلماء والفقهاء فرادى وجماعات فيما يصطلح عليه بالاجتهاد الجماعي الذي يكون ضمن مجامع فقهية ومؤسسات شرعية تسعى للإفتاء في مختلف ما يجد من النوازل. وهذا البحث الموسوم بـ: دور فقه الموازنات في صناعة الفتوى المعاصرة دراسة تطبيقية في فتاوى المجمع الفقهي معد للمشاركة في الملتقى الدولي الرابع حول: صناعة الفتوى في ظل التحديات المعاصرة.