سياقات التخاطب في نماذج من النص التراثي العربي «مقامات بديع الزمان الهمذاني» أنموذجا -مقاربة تداولية

Abstract

لا شك أنّ للسياق أهمية كبيرة في عملية بناء المعنى، وتحديد وجهته سواء أكان ذلك على مستوى التخاطب الإنساني/اليومي، أو على مستوى الخطاب الأدبي؛ فهو من أهم الأعمدة التي تقوم عليها التداولية، والتي عُرفت بأنها علم الاستعمال اللساني ضمن السياق أو هي استعمال العلامات ضمن السياق، انطلاقا من هذه الرؤية أعاد "ماكس بلاك" تسمية التداولية بالنظرية السياقية، ذلك أنّ فهم أي خطاب لغوي لا يمكن تحقيقه إلاّ إذا قمنا بتقصي مجمل المعطيات المشتركة، والظروف المحيطة بالمرسل والمتلقي سواء أكانت اجتماعية، أو نفسية، أو ثقافية..الخ، وعليه فإنّ فعملية التواصل مرهونة بالسياق وبأهميته.وإذا كانت التداولية تمنحنا فرصة استغلال السياق الذي أهملته الدراسات البنيوية فإنّ السؤال المطروح: أين يبدأ السياق وأين ينتهي؟ وكيف يمكن أن نعرّفه وفيما تتمثل أنواعه؟ انطلاقا من هذه التساؤلات سنحاول-في هذه المداخلة-أن نطبق التداولية السياقية على نماذج من الخطاب التراثي العربي بصفة عامة، وعلى مقامات "بديع الزمان الهمذاني" بصفة خاصة. هذا ما تروم المداخلة -والتي تندرج ضمن المحور السادس الموسوم بــ:نصوص تراثية في ميزان المناهج الحداثية "أعمال تطبيقية"- الإجابة عنه