سيمياء العنوان في المجموعات القصصية لغسان كنفاني أنموذجا
No Thumbnail Available
Date
2020-12
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Univercty of Eloued
Abstract
إن لفظة سيمياء من الناحية اللغوية تعني العلامة التي توضع على شيء لتميزه على غيره أو الإشارة أو التلميح لشيء من أجل التعريف به . أما من الناحية الاصطلاحية فالسيمياء بتعدد أوجهها وخلفياتها المعرفية علم يدرس ويبحث في الإشارات والعلامات وقوانينها وقواعدها . وقد تعددت اتجاهات السيمياء الحديثة حسب الخلفية المعرفية والتنوع في الفهم الإنساني منها : اتجاه سيميولوجيا التواصل اتجاه سيميولوجيا الدلالة اتجاه سيميولوجيا الثقافة
والعلامة عند "دي سوسير" تقتصر على علاقة الدال والمدلول وعلاقته الاعتباطية دون التطرق لوظيفتها وأشكالها من رمز أو إشارة أو أيقون وذلك راجع لخلفيته اللسانية . وأما العلامة عند " بيرس " واسعا وشاسعا , لأنه يشمل جميع أنواع العلامات : ـ الأيقون ـ الإشارة ـ الرمز
وفي المبحث الثاني في استنتاجنا ما يلي : العنوان بوابة الولوج لكل نص وهو أول مفتاح إجرائي ,فهو يحمل شحنات وأفكار دلالية وإشارات وعلامات متنوعة ومختلفة فالعنوان يماثل النص بل موازي له, والعنوان أول عتبة يتطرق إليها القارئ بحيث يضيف له إيحاءات دلالية حول مضمون النص لفك مغالق النص والغوص بين طياته . للعنوان عدة أنواع مختلفة باختلاف وظائفه المتعددة ومن أبرز أنواعه : العنوان الرئيسي أو الأصلي العنوان الفرعي مؤشر جنسي (بيان الأنواع ). العنوان الداخلي ومن وظائف العنوان المتعددة نذكر : الوظيفة التعيينية . الوظيفة الإيحائية الوظيفة التلخيصية . وظيفة التجنيس . الوظيفة الإغرائية وللعنوان أهمية كبيرة فهو عنصر ضروري في تشكيل الدلالة النصية فهو يعد من أهم العناصر التي يستند إليها النص الأدبي فهو يدخل في طياته وحقله الرمزي الدلالي , وبرغم أن النص قصير في تركيبه فهو يتركب من كلمة أو كلمتين إلا أنه يحمل فناء واسعا من الدلالات الرمزية و الإيحائية التي تسوقنا إلى محتوى النص . فالعنوان يساعدنا على اختراق مغالق النص بهدف تجزئته ومن ثم تركيبه لكي يزيل الغموض على المعنى والدلالة التي يحيل إليها النص . والقصة القصيرة من الفنون السردية بالغة الخصوصية . فالقصة القصيرة تسرد أحداث من واقع الإنسان المعاش أو من مخيلة الكاتب والهدف منها قصد التأثير و التأثر ، وتحتاج إلى إبداع وحرفية في كتابتها .
وعلاقة العنوان والعمل القصصي كعلاقة الرأس بالجسد . فلو لا الرأس لما كان الجسد . فالعنوان إشارة مختزلة ذات بعد سيميائي واسع للنص , لذلك يعد العنوان عنصرا مهما في تشكيل الدلالة النصية , فالعنوان هو الموجه الرئيسي لمتن النص فهو يأسس دلالة النص , بحيث يعيننا لمعرفة ما يدور حوله النص وتفكيك شفراته المبهمة , ومن وجهة أخرى النص يأتي مفصلا للعنوان وعارض ومفسرا للنص , والعنوان يعتبر منطلق القصة القصيرة في المجموعة الخارجية والداخلية بحيث يتواجد في مكانين الأول على الغلاف الخارجي للمجموعة القصصية ودلالته أكثر اتساعا وأعمق إيحاء ,فهو يعطي لنا إشارة سيميائية مختصرة على المجموعة الداخلية , والثاني يكون على رأس كل في داخل المجموعة فيكون حامل لرسالة مشحونة بعلامات دالة على ما يدور في متن النص .
واستنتجنا من الجانب النظري للعمل ما يلي : من خلال دراستنا لمجموعات قصصية للكاتب "غسان كنفاني" نستنتج أن الكاتب في بداية كتابته في أوائل الستينات كانت تصورية ومرآة عاكسة للواقع الفلسطيني . وبعد ذلك أصبح تفكير غسان كنفاني تفكير ثوري عكس ذلك في كتابته وأصبح ظاهرا ومتجليا في مجموعته القصصية الأخيرة " عن الرجال والبنادق " . وكانت قصصه القصيرة استجماع للحظات تاريخية وتجسيد للذاكرة الفلسطينية ونضال الفلسطينيين ، وعنوان القصة بصفة خاصة كان عبارة عن نصف مضغوط برمزيته ودلالته المشحونة يقدم لنا صورة الواقع الفلسطيني والعربي بأسره . إن اختيار الكاتب " غسان كنفاني " لعناوين مجموعاته القصصية غير اعتباطي وغير عشوائي بل هو مسؤول عن هذا الاختيار ووفق ضوابط وقواعد توافق مع طبيعة النص وما يهدف إليه من خلاله . شهد العنوان القصصي تغيير في بنيته التركيبية , ففي البداية أي أول كتابات " غسان كنفاني " كانت العناوين جمل بسيطة وشبه جمل متكونة من كلمة أو كلمتين . أما بعد ذلك ظهر العنوان على شكل جمل مركبة موحية وملخصة لمحتوى النص فأصبح موازي للنص . وفي الجانب التصويري كان الرمز الأكثر حضورا في كتابات " غسان كنفاني " بحيث اختار الرمز لإيصال بعض المفاهيم إلى الوجدان بأسلوب خاص لاستحالة
إيصالها بأسلوب مباشر مألوف وقد كان الوسيلة المتيسرة للتعبير عن واقعه والواقع المعقد لكافة الفلسطينيين والعرب . واستعمل غسان كنفاني الرمز للتعبير عن تجربته الإنسانية والنضال من أجل القضية الفلسطينية وإيصال صوت قضيته وإيقاظ الوعي الوطني والقومي . ومن الأسباب التي أدت الكاتب الفلسطيني " غسان كنفاني " إلى استخدامه تعود إلى الكبت السياسي والاجتماعي الذي عاناه الشعب الفلسطيني فوجد " غسان كنفاني " فيه ملجأ للتعبير و إيصال فكره وإبداعه ونضاله من خلاله . وقد كانت كاتبات " غسان كنفاني " مشحونة بدلالات عميقة متجذرة في الواقع الفلسطيني وأيضا إشارات وعلامات موحية إلى التحرر و التسلح ودلالات توحي بالفكر الثوري والدعوى إلى التسلح بالقوة والشهامة والرجولة للوصول إلى الخلاص ووجود حل للقضية الفلسطينية .
Description
Keywords
السيمياء العمل القصصي