منهج الشك عند طه حسين حديث الإربعاء نموذجا

Abstract

مف المؤكد أف الانسانية منذ بداية الخمؽ قد عرفت أعمؽ صارع في تاريخيا بيف الشؾ كاليقيف, كفي بحثنا ىذا خمصنا الى نكعيف مف الشؾ, أكلاىما الشؾ المنيجي كالذم يكصؼ بالشؾ المعتدؿ كالغرض منو الكصكؿ الى الحقيقة, كثانييما الشؾ المذىبي أك المعرفي لأنو شؾ المعرفة كيصفكنو بالمتطرؼ كلقد تعرضنا الى التجاذبات حكلو, بيف مؤيد كمعارض كقد تبيف لنا كاضحا أف الباب بقي مفتكحا بيف مؤيد كمعارض كفي معرض حديثو عف ما كتب طو حسيف يقكؿ الدكتكر محمد شنكفي في مقدمة رسالتو الجامعية: (كبقدر ما اختمؼ النقاد فيما كتب اختمفكا أيضا في تحديد مناىجو الرئيسية كفي كصؼ أدكاتيا كما اختمفكا في تقييـ نتائجيا كتحديد اىميتيا) كقد خمصنا الى أف الدكتكر طو حسيف يتجاذبو أحيانا كثير تأثره بالغرب عامة كالفرنسييف خاصة لما كصمكا اليو مف مناىج في قارءتيـ للأدب القديـ كمثمما أكردنا سابقا بأنو عبر عمى ىذا التأثر. بينما يرل آخركف أنو حاكؿ تقميدىـ كلـ يصؿ الى النتائج التي أارد تحقيقيا كترؾ باب الشؾ مش رع عمى مصرعيو, كتاه يبحث عف ىكيتو في عمؽ التاريخ, كلعؿ الفصكؿ التي كتبيا في جريدة السياسة كالجياد كالتي ضميا في كتاب حديث الاربعاء, كالتي أكد أنيا تحتاج الى إعادة النظر قد مكنتنا مف أف باب القضايا النقدية لا يغمؽ أبدا, كالنقدية مثميا مثؿ الاعماؿ الأدبية تحتاج باستمارر الى قارءات جديدة, كأنو لا يرل في الأدب إلا حرية مطمقة ليس ليا قيكد أك حدكد كما ذكرنا سابقا لقد خمصنا إلى ما في مقدمة ىذا الكتاب بأنو كاف عبارة عف فصكؿ نشرت في صحؼ سيارة كالجياد كالسياسة ىذه الفصكؿ ضمت بعضيا الى البعض بعد الحاح القارء عمى الدكتكر طو حسيف كىذا الالحاح بمغ الى حد المكـ عمى حد تعبيره, عمى أف تجمع ىذه الفصكؿ, كأنيا جمعت كما ىي لا تجمعيا تمؾ الفكرة المكحدة فيي عبارة عف تازحـ الأفكار كالرؤل النقدية التي طرحت في ذلؾ العصر حكؿ جممة مف القضايا الشائكة في الأدب كقد لاحظنا أف ىذه الفصكؿ قد كتبت في فتارت متقاربة حينا كمتباعدة أحيانا أخرل كما أنيا لـ تكف تحمؿ تمؾ الفكرة المكحدة التي يعتمد إلييا الكتاب في تأليؼ كتبيـ, كمنيجا كاحدا كقد عبر الكاتب, نفسو لما في ىذه الفصكؿ مف نقص, كاف يتمنى أف يسمح لو الزمف في مارجعتيا كتحقيقيا . كقد قدميا كما ىي لمنشر, ليككف لمقارء كالنقاد, الأرم الأخير كلعؿ الثكرة التي أحدثيا الدكتكر طو , قد كجيت الأرم كمو الى ىذا الكتاب كناؿ 1926 حسيف أثناء إصدار كتابو في الشعر الجاىمي حظو في النقد كالدارسة دكف ىذا المؤلؼ أم كتاب حديث الاربعاء كالذم اعتبره صاحبو قد قدـ لمقارء في فصكؿ نشرت قبؿ جمعيا. مف المؤكد أف المطمع عمى ما كتبو طو حسيف يصؿ الى حقيقة فحكاىا أنو في أخر حياتو إنساف آخر إف لـ نقؿ أنو بعد ذىابو الى فرنسا, لاحظنا في شخصيتو ك آارءه ازدكاجية طبعت كؿ مؤلفاتو . كلعؿ انغماسو في الحياة الفرنسية كانت الخطكة الاكلى لميركب مف كاقع يرل نفسو أكبر منو أك أنو ما خمؽ ليعيش بيف أحضانو. كيبقى ىذا البحث غير كاؼ لسبر أغكار ىذه الشخصية الأدبية التي أثارت جدلا كبيار في الأدب العربي, كأنما مف خلاؿ دارستنا لكتاب حديث الاربعاء نقؼ عمى مرحمة ىامة مف تاريخ الأدب قديمة كحديثو كمكاطف التأثير, كما يمكننا الكقكؼ مع ركاد النيضة, كالتماس الحياة العقمية التي كانكا يعيشكنيا كيبقى السؤاؿ مطركحا, ىؿ المرحمة التي عاش فييا ىؤلاء الذيف اعتبركا ركادا لمنيضة قد ساىمكا فعلا في ترقية الأدب كترقية الحياة العقمية للإنساف العربي؟ أـ أنيـ ساىمكا في تغييب اليكية, كارحكا ينقبكف في بطكف التاريخ القديـ, عف انتماء يؤىميـ لمكاكبة الغرب المتحضر في نظرىـ؟ كؿ التساؤلات تبقى مطركحة عمى الباحثيف لمعرفة بعض الحقائؽ المغيبة. لكف الأكيد أف الحياة الإجتماعية لممجتمعات الأكركبية خاصة المجتمع الفرنسي الذم إرتمى بيف أحضمنو الدكتكر طو حسيف ككىب لو نصفو الآخر كاف أكثر تأثيار عمى تكجيو أفكاره, كما كاف لتبرئو مف مجتمعو المنغمؽ الذم تتحكـ فيو العادات كالتقاليد كالقيكد الدينية كعقمية الرجؿ الشرقي كا ستحكاذ الأزىر عمى نظاـ التعميـ كا ستثناء المأرة في ىذا المجاؿ كؿ ىذا جعمو ناقما أك منتقما أك متبرما مف ىذه الحياة التي يارىا بائسة كا رتمى في حياة غيره حالما أف تتحقؽ في مجتمعو