القوة التنظيمية و علاقتها بالإحتراق الوظيفي للعامل في المؤسسة الجزائرية :

Abstract

تمثل المؤسسات بيئة تنظيمية حاضنة للتفاعالت االجتماعية، ما يتيح انتظام العالقات االجتماعية، غير أن تداخل المحفزات، وأيضا تباين الجماعات، يفسح المجال لتداخل، وربما لتعارض المصالح، سواء في اإلطار التنظيمي الرسمي، أو في اإلطار العالئقي االجتماعي غير الرسمي. هذه الوضعية أتاحت للنظريات أن تتطور، وفي ضوئها، بدأت تطفو ظواهر تنظيمية، هيكلتها االختالالت التطبيقية، لتبرز مظاهر عدم التوازن والتكامل، والذي لم تكن المؤسسات الج ازئرية يوما ببعيدة عنه، حيث إن التوظيف الخاطئ لمصادر القوة التنظيمية داخلها قد رتب تكاليف باهظة على الفئات المنفذة، فبرزت ظواهر تنظيمية سلبية متنوعة، يمثل االحتراق الوظيفي إحداها. هذا البحث الميداني يمثل مساهمة علمية تهدف إلى تسليط الضوء على العالقة ما بين أبعاد القوة التنظيمية، ممثلة في: قوة اتخاذ القرار وقوة االتصال الرسمي، وقوة الخدمات االجتماعية )كميكانيزم شرعي للتحفيز(؛ وبين أبعاد االحتراق الوظيفي المتمثلة في: اإلنهاك العاطفي، الالإنسانية في التعامل، وتدني تقدير اإلنجاز الشخصي؛ وذلك من خالل ما يراه العمال في المؤسسة الجزائرية. وانطالقا من هذه الحيثيات جاء موضوع هذا البحث متبلور ا في سؤال انطالقة، مفككا إلى ثالثة أسئلة فرعية تبحث في العالقات الفرعية ما بين مختلف المؤشرات؛ ومن أجل معالجة هذا الموضوع، تم تقسيم هذا البحث إلى خمسة فصول. وألن كل دراسة ميدانية تفتقر إلى مدخل منهجي مناسب يضمن شرو ط موضوعية وهادفية الدراسة النظرية، فقد تم ضبط المجاالت الزمانية والمكانية والبشرية للدراسة الميدانية، ومن ثم المنهج المعتمد، وكذا تحديد شروط جودة المعاينة وموضوعيتها، والعينة وصدقية تمثيلها، وأدوات جمع البيانات وكفايتها العلمية لإلحاطة بكل جوانب الموضوع، مع اختبارات صدقيتها وثباتها، ثم استعمال الوسائط المناسبة لمعالجة البيانات.

وحيث أن المنهج المالئم للدراسة هو اختيار تحكمه طبيعة الموضوع وكذا المجتمع المدروس، فقد جاء المنهج الوصفي التحليلي من خالل استنطاق الواقع التنظيمي الميداني اإلمبريقي، نظرا لقدرته المنهجية على تجاوز ظاهر الحال، والغوص إلى أعماق الظواهر لكشف االرتباطات العالئقية بين الظواهر ومختلف أبعادها. ضم المجال المكاني جميع بلديات مقرات دوائر والية المسيلة البالغ عددها 15 دائرة، بينما شمل المجال الزماني فترتين تمثالن مرحلتين متساندتين، حيث خصصت المرحلة األولى للدراسة االستطالعية بينما خصصت المرحلة الثانية للتطبيق الفعلي ألدوات جمع البيانات؛ أما المجال البشري فشمل جميع موظفي مصالح الحالة المدنية لبلديات مقرات دوائر والية المسيلة، بالجزائر، و البالغ عددهم 924 على مختلف مستوياتهم الوظيفية، واستقرت عينة الدراسة الفعلية عند 273 عامال، أي بنسبة ،%29.5 حيث تم وا مع البيانات استخدام العينة الطبقية المتناسبة بسبب سهولتها النسبية مكانية تطبيقها، ولكفاءتها في ج الصادقة ذات الصلة بالموضوع. بعد تنفيذ خطوات جمع واسترداد البيانات الميدانية، تم معالجتها وتحليلها و تفسيرها، و من ثم تقديم حوصلة للنتائج العامة للدراسة، والتي خلصت إلى تحقق جميع الفرضيات، مع تفسير الواقع العالئقي تفسيرا سوسيوتنظيميا، متبوعا بمجموعة من التوصيات واالقتراحات.

Summary: The Institutions represent a regulatory environment that incubates social interactions, allowing the regularity of social relations. However, the interplay of motives, as well as the diversity of groups, allows the conflicts of interests both within the regulatory framework and in the personal context. This situation has allowed theories to develop. While many organizational phenomena have begun to emerge. These structural imbalances have become apparent in order to highlight the imbalances and lack of complementarity inside the institutions. The Algerian institutions have not been far from that, because the erroneous manipulation of organizational resources within them has placed considerable costs on the implementing groups. Various negative organizational phenomena had appeared, one of these phenomena is the organizational burnout. This field research represents a scientific contribution, to shedding light on the

relationship between the dimensions of organizational power, represented in: decision- making power, formal communication power, the power of social services (as a

legitimate mechanism of motivation); and the burnout dimensions witch are: emotional exhaustion, depersonalization, and the feelings of reduced personal accomplishment; through the sight of workers in the Algerian institutions. The subject of this research paired with the problematic question, divided into three sub-questions that examine the sub-relations between the various indicators. In order to address this subject, this research divided into five chapters. Each empirical study lacks a methodological approach, guaranteeing the objectivity conditions of the study; the approach of this study related to the nature of the subject as well as by the studied society. The analytical descriptive approach came through questioning the empirical field in the empirical field because of its methodological ability through its ability to overcome the phenomenon and to dive deep into phenomena to uncover the relational correlations between phenomena and their various dimensions. The temporal, areal and human domains of the field study have been determined to determine the quality of sampling and the sample within the credibility of its representation. The human domain included all civil service staff members in all headquarter municipalities of the 15 districts (dairas) of the wilaya (State) of M'sila, in Algeria.

The actual sample of the study was 273 workers (29.5%); the researcher used the stratified proportional sample, because of its ease and applicability, and its efficiency in collecting the relevant and real data. The field data were processed, analyzed, and interpreted; the results were agreed with the hypotheses of the study, with an interpretation for the relations founded in the empirical sets, and followed by a set of recommendations and suggestions.