جدلية الفقهاء والفلاسفة بالاندلس على عهد الخلافة الامويّة

Abstract

شهدت الأندلس عهد الخلافة الأموية انتشار العديد من المذاهب، كالأوزاعي المالكي، الحنفي، الشافعي، والظاهري، غير أنّ المذهب الرسمي الذي اتّخذه أهل البلاد وحكّامها مصدرا لتشريعاتهم هو المذهب المالكي، لذلك صبَّ الأندلسيون جلّ اهتماماتهم حول دراسته، وبرز فيه كبار أعلام فقهاء الأندلس. ولم تعرف الأندلس قبل ظهور الفيلسوف المتصوف محمد بن عبد الله بن مسرّة دراسات فلسفية واضحة المعالم، إذ لم تكن مثل هذه العلوم تلقى ترحيب الأندلسيين والفقهاء لخوضها في مسائل عقدية، وتعتبر المدرسة المسريّة أوّل نواة للمدرسة الفلسفية الأندلسية التي اكتملت معالمها مع فلاسفة القرن السادس هجري. ومن خلال النشاط الفكري الذي شجعه الأمويون، نشأ صراع جدلي حول القضايا العقدية التي أثارها الفقهاء ضدّ أتباع المدرسة المسريّة واتهامهم بالمروق عن الدين، ولم تقتصر أساليب هذا الصراع على الجدال العلمي فقط، إنّما تعدّاه إلى التدخّل السياسي والتعسّف السلطوي.