الحجاج اللغوي في شعر النقائض نماذج من شعر جرير

Abstract

يعدّ الشّعر من بين الأجناس الأدبية القابلة للتحليل الحجاجي، وذلك لأنّ الغاية المرجوة من نظمه هي التّأثير في المتلقي من خلال حثّه، أو تحريضه، أو إقناعه. فالشّاعر يرمي إلى تحقيق قبول المتلقي للحجّة المطروحة ودفعه إلى تغيير مواقفه وسلوكياته. وعليه كانت الاشكاليهالأساسيه في هذا البحث هي : - كيف تتجلى الوظيفة الإقناعية/الحجاجية اللغوية في الخطاب الشعري؟ ولقد نتج عن هذه الإشكالية أسئلة فرعية أهمها: - ما هي الأسس النظرية والآليّات الإجرائية التي تقوم عليها نظرية الحجاج في اللغة؟ - كيف تساهم مقولة الروابط الحجاجية اللغوية في مقاربة الخطاب الشعري ؟ حيث تناولنا في الفصل الأوّل الذي كان (عنوانه الحجاج دراسة نظرية ) لسرد تاريخ الحجاج من القديم إلى الحديث في الدّراسات البلاغيّة والفلسفية واللغويه ، ليكون الفصل الثّاني تحت عنوان: الحجاج اللغوي ( في شعر جرير) حيث تناولنا به الآليات الإجرائيّة الوصفيّة تواليا بدء بالألفاظ الدّالة على العلل ، ثم التراكيب الشرطيّة مرورا بأفعال الكلام فالوصف، وصولا إلى تحصيل الحاصل والعوامل الحجاجيّة ختاما بالرّوابط الحجاجيّة في حد ذاتها. وقد واجهتنا عدة صعوبات أهمها : - ندرة وأحيانا عدم وجود بعض الروابط اللغوية في المدونة مثل : لأجل / من أجل / خصوصا / إذن .... - قلة الدراسات الحجاجيّة التطبيقية في الخطاب الشعر وقد اعتمدنا المنهج التاريخي في الفصل الأوّل ، أما الفصل الثاني المنهج الوصفي التحليلي ، وكان أهم ما اعتمدنا عليه في بحثنا مجموعة من المراجع أهمها : ، الحجاج اللغوي، والحجاج و الخطاب لأبي بكر العزّاوي، السلميات الحجاجيّة لأوزفالد ديكرو، استراتجيّات الخطاب مقاربة لغويّة تداوليّة محمد بن ظافر الشهري، النظريّة الحجاجيّة لمحمد طرّوس، الحجاج بين النظريّة و التطبيق لأبي بكر العزّاوي تقانة التحليل الحجاجي للخطاب للزهر كرشو وقد خلصنا في ذلك إلى مجموعة من النّتائج أهمها : إن الحجاج خاصية جوهريّة في كل خطاب فهو حلقة وصل بين علوم شتى تتجاذبه كالتّداولية والبلاغة واللغة... بل يمتد إلى مختلف نواحي الحياة ليشمل كل ما له صلة بالحياة فنجده في التربية والدين والأخلاق والشّعر والفن... وحتى ضمن حياتنا اليومية. ليس الحجاج ظاهرة فكريّة حديثة بل له امتدادات قديمة خاصة عند اليونان والمسلمين ويتجلى الحجاج واضحا في ثقافتنا العربية الإسلامية في علم الكلام والفلسفة والمناظرة والخطابة وعلم الأصول... وارتبط عند اليونان بالخطابة وصناعة القول والجدل والحوار . إن الشّعر ملائم للدراسة الحجاجية خلافا لما يعتقد وذلك أن هدفه الحث والتحريض والإقناع وهو يسعى إلى تغيير أفكار المتلقي ومعتقداته ودفعه إلى تغيير مواقفه وسلوكه معتمدا في ذلك على عُدّة بلاغية ولغوية ومنطقيّة. أما في ما يخص العوامل الحجاجية وظف الشاعر التوكيد والقصر كآليات حجاجية، طلبا لتثبيت ما يريده في ذهن السامع وإزالة ما يعتقده من احتمالات وشكوك. كثرة استعمال الشّاعر الرّوابط الحجاجيّة في مدونته استوجبت كثرة الحجج الواردة فيها، وساهمت في ترابط البنى التّركيبيّة، ووصلت بين المقدمات والنّتائج . وعليه فاللّغة قامت بدور هام في ديوان جرير بما تضمنته من مؤكّدات وشرط وقصر وعطف ... ولغة الشاعر غنية بكل ذلك لغنى ثقافته وسعة معرفته. Poetry is a literary genre that lends itself well to rhetorical analysis because its purpose is to influence the audience by persuading, inciting, or convincing them. The poet aims to achieve the audience's acceptance of the presented argument and to prompt changes in their attitudes and behaviors.The main issue addressed in this research is : -How is the persuasive/rhetorical function manifested in poetic discourse ? This issue led to the following subsidiary questions: -What are the theoretical foundations and procedural mechanisms of rhetorical theory in language ? -How do rhetorical linguistic connectors contribute to the analysis of poetic discourse? The first chapter, titled "Theoretical Study of Rhetoric," traces the history of rhetoric from ancient to modern times in rhetorical, philosophical, and linguistic studies. The second chapter, titled "Linguistic Rhetoric (in Jarir's Poetry)," explores descriptive procedural mechanisms, starting with terms denoting causes, then conditional structures, speech acts, description, reaching the resulting and rhetorical factors, and concluding with rhetorical connectors themselves.The research faced several challenges, including: Scarcity or absence of some linguistic connectors in the corpus, such as "for the sake of," "because of," "especially," "thus," etc. Limited applied rhetorical studies in poetic discourse.The first chapter used a historical approach, while the second chapter employed a descriptive-analytical method. Key references included: "Rhetorical Analysis of Discourse" by Zahra Karshou, "Linguistic Rhetoric" and "Rhetoric and Discourse" by Abu Bakr Al-Azzawi, "Rhetorical Strategies" by Oswald Ducrot, "Discourse Strategies" by Mohammed Bin Dhafer Al-Shahri, "Rhetorical Theory" by Mohammed Tarrous, and "Rhetoric Between Theory and Practice" by Abu Bakr Al-Azzawi .The study concluded that: Rhetoric is an intrinsic feature of all discourse, acting as a bridge between various sciences such as pragmatics, rhetoric, and language, extending into all aspects of life, including education, religion, ethics, poetry, and art. Rhetoric is not a modern intellectual phenomenon but has ancient roots, particularly among the Greeks and Muslims, and is evident in our Arab-Islamic culture in theology, philosophy, debate, and rhetoric. Poetry is suitable for rhetorical study as it aims to persuade and influence, seeking to change the audience's thoughts and beliefs through rhetorical, linguistic, and logical devices. The poet uses confirmation and restriction as rhetorical mechanisms to solidify their points in the listener’s mind and dispel doubts and alternatives. The frequent use of rhetorical connectors by the poet necessitated numerous arguments and contributed to the coherence of the structural elements, linking premises with conclusions. Thus, language played a crucial role in Jarir's poetry, enriched by the poet’s cultural and intellectual breadth.