المواطنة في الفكر الإسلامي المعاصر ـ يوسف القرضاوي أنموذجا

Abstract

تعدّ المواطنة من أهمِّ القضايا التي اِحتلَّت مساحات شاسعة في التداولات المعرفية والدِّراسات الأكاديمية سواء الاِجتماعية أو السياسية أو الإسلامية أو التربوية ،و جدل كبير اِكتسح الساَّحة السياسية اليوم يتعلّق بمصير الأمم ومصير الشعوب ،ونظرًا لما يحمله الموضوع من أبعاد وجذور تتجلى في مدى إحساس الفرد بانتمائه للوطن والجماعة أو الهوية المشتركة وما يوفره الوطن من متطلبات تكفل الحياة الكريمة للأفراد، برزت العديد من الرؤى والأطروحات الفكرية التي تتناول الموضوع من وجهات نظر متفاوتة بتفاوت المرجعيات والأيديولوجيات التي يتبناها العلماء والمفكرون من الغرب عموما أو من العرب المسلمين على وجه الخصوص ومن بينهم الدكتور يوسف القرضاوي الذي اِهتم بالموضوع اِهتماما بالغا اِنعكس في مؤلفاته وكتاباته من خلال تحريره لمضمون مصطلح الوطن والمواطنة و القيم المحورية التي ترتكز عليها ،وبناء على هذه المعطيات تتمحور أهمية البحث في محاولة لإبراز مفهوم المواطنة في الاِجتهاد الإسلامي المعاصر ودورها في تحقيق رقيِّ المجتمع الإنساني موازاة مع تقدم الدول ،وضمان تحقيق العدل والمساواة والحرية وما يكفله ذلك من ضمان للحقوق والواجبات ،وعليه فقد تمّ تقسيم البحث إلى مقاربة مفاهيمية شملت تحديد المصطلحات اللغوية والاِصطلاحية و وتحديد مشروعية المواطنة وتأصيلها في ميزان القرآن والسنة ،ومقاربة إجرائية تمّ فيها التطرق إلى نبذة عن القرضاوي وطرحه قضية المواطنة من خلال تحليل وثيقة المدينة والحقوق والواجبات في كتابه الوطن والمواطنة ،معتمدة على المنهج الوصفي التحليلي لنخلص في النهاية إلى نتائج من أهمها أن الإسلام أول من دعا إلى الوحدة الإنسانية الشاملة والتساوي في الحقوق والواجبات ليعيش المجتمع في سلام وأمن واستقرار، وكان للقرضاوي كتابات واجتهاد في الحديث عن المواطنة وبيان قيمها من خلال تحليله لوثيقة المدينة ،داعيا إلى ترسيخ فكرة الولاء للوطن والارتباط له ،فنجد أن الرؤية التي تبناها القرضاوي تمثل منطلقا فعّالا في التواصل بينه وبين الواقع والبيئة الاجتماعية وما يحمله ذلك من وعي بضرورة تفعيل الواجب الإنساني مقابل الحقوق التي تمنحها الدولة للأفراد بناء على المساواة