مقومات الهوية في فكر النخبة الزيتونية بالجزائر (طلبة إقليم الجنوب الشرقي الجزائري أنموذجاً)

Abstract

إن مفهوم الهوية الجزائرية لدى الطلبة الجزائريين الزيتونيين بصفة عامة يندرج ضمن المفهوم الواسع للأمة الإسلامية، هذا الفضاء الإيديولوجي الذي يُشكل ملاذاً وحصناً لمجتمع يتهدده المسخ والذوبان، وقد مثَّل انتشار الحس العروبي في الجزائر ظاهرة ملفتة للانتباه بعد الحرب العالمية الثانية، بعد تراجع الإيديولوجية الإسلامية لدى النخبة الوطنية بانحلال الإمبراطورية العثمانية وإلغاء الخلافة، وهذا الاتجاه العروبي ليس إلا أحد الاشتقاقات المعدلة للجامعة الإسلامية، متكيفاً مع التحولات التي طرأت على العالم الإسلامي منذ نهاية القرن التاسع عشر، وبرز هذا الاتجاه العروبي في الجزائر في شكله السياسي بعد ظهور تيارين قويين سيطرا على الساحة السياسية والفكرية في الجزائر: التيار الإصلاحي المجسَّد في جمعية العلماء المسلمين والتيار الاستقلالي المجسَّد في حزب الشعب الجزائري وكلاهما ساهم فيه فصيل هام وكبير من خريجي الجامعة الزيتونية الذين مثَّلوا هذا الاتجاه الداعي إلى تحرير الجزائر في إطار يضمن اندماجها في العالم الإسلامي، وأصبح الاتجاهان (السياسي- الثقافي) يسيران على خطة واحدة بعد الحرب العالمية الثانية وإن اختلفت الوسيلة والطريقة فالخطة كانت قائمة على طلب الذاتية القومية الجزائرية ومقوماتها في الاندماج في العالم العربي. لقد اضطلع طلبة إقليم الجنوب الشرقي الجزائري بدور تاريخي، حيث كانت لهم مواقف مشرفة في فترة الاستعمار المظلمة، وقد دلَّ ذلك على وعيهم وتفطنهم لوجودهم الرسالي، وعلى تنبههم لمشاريع ومخططات الاستعمار الفرنسي ضد الوجود العربي الإسلامي في الجزائر، كما جسّدت أدوارهم هذه حرصهم وتأكيدهم الدائم للحفاظ على مقومات هويتهم الجزائرية الحضارية. ومن الإشكاليات الدقيقة التي سنطرحها في هذه الدراسة، ما المقصود بالأنتليجنسيا الجزائرية الزيتونية؟ ما هو نشاط نخبة إقليم الجنوب الشرقي الجزائري في الحياة الجزائرية؟ وما هي أدوارها في العمل الديني والإصلاحي والتعليمي والتربوي والثقافي والحضاري والسياسي والثوري؟ وما هي مظاهر دفاع النخبة عن مقومات الهوية الجزائرية؟ وما هو موقف السلط الاستعمارية من هذه النخبة وأدوارها؟ Abstract : The concept of Algerian identity among Algerian students at Al-Zaytouna University in Tunisia in general falls within the broad concept of the Islamic nation, this ideological space that constitutes a haven and a fortress for a society threatened by deformation and dissolution. This Arab tendency is only one of the modified derivations of the Islamic University, adapting to the transformations that have taken place in the Islamic world since the end of the nineteenth century, and this Arab tendency emerged in Algeria in its political form after the emergence of two powerful parties that controlled the The political and intellectual arena in Algeria: the reformist current embodied in the Association of Muslim Scholars and the independence movement embodied in the Algerian People’s Party, both of which contributed to an important and large faction of Al-Zaytouna University graduates in Tunisia who represented this trend calling for the liberation of Algeria in a framework that guarantees its integration into the Islamic world, and the two trends became ( The political-cultural) are following one plan after World War II and If the means and method differed, the plan was based on the request of Algerian national autonomy and its components for integration into the Arab world. The students of the Algerian southeastern region played a historical role, as they had honorable positions during the dark colonial period. On the components of their Algerian cultural identity. Among the subtle problems that we will raise in this study, what is meant by the Algerian elite? What is the activity of the elite of the southeast Algerian region in Algerian life? What are its roles in religious, reform, educational, educational, cultural, civil, political and revolutionary work?