الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي( ت909هـ/1503م): معالم من رؤيته الدينية والسياسية

Abstract

يعد الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم المغيلي صاحب منزلة عالية، ومكانة سامقة في مضمار التجديد الفكري في الغرب الإسلامي، والذي امتد إشعاعه، وبلغ تأثيره إلى آفاق بعيدة، وبلدان ممتدة. حيث يشكل حضوره الفكري والتربوي في مناطق شاسعة من أفريقيا محطة مهمة، ومرحلة أساسية في تاريخ الحركة العلمية في الغرب الإسلامي لا تكتمل الرؤية، ولا يحصل الفهم لمساراتها وطرقها وأسانيدها دون الإلمام الدقيق بسيرته ومسيرته، وعطائه التربوي، وإسهامه العلمي، والتتبع الشامل لشبكة تلاميذه والآخذين عنهم الذين انتشروا في بلاد أفريقيا مربين ومعلمين. وقد حاولت عند اشتغالي على شخصية الإمام المغيلي استجلاء مواقفه وآرائه، لفهم فعله وعطائه في السياق التاريخي من خلال وضع قضايا بعينها أخذت بلبه، واستولت على تفكيره. فمن هو إذن هذا العالم الذي تفاعل مع أحداث عصره، وأثر في مجرياته، وساهم في صياغة رؤية متكاملة طبعت الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية على عهده؟ وما ملامح هذه الشخصية العلمية التي صنعت التاريخ في زمانها ومكانها، وما هي معالم رؤيته السياسية والدينية والاجتماعية، التي تحصلت لنا من خلال إعمال نظرنا في ما تيسر لنا قراءته من تراثه العلمي، وتجربته التربوية، وحركته التغييرية؟