دور المجتمع المدني في ترقية الحكم الراشد-دراسة حالة الجزائر.

Abstract

أضحت الشراكة بين الحكومة والمنظمات الغير حكومية من البدائل المطروحة لتحقيق وترقية الحكم الراشد، حيث لم يعد في مقدرة أية دولة متقدمة أو نامية أن تضطلع بكل المهام التنموية في المجتمع وأصبح من الضروري تفعيل دور الاتصال السياسي بين الدولة وتنظيمات المجتمع المدني ومن بينها الأحزاب والقطاع الخاص. والحكم الراشد هو أحد الأهداف التي جاءت بها مؤسسات المجتمع المدني لتحقيقها في كافة أنحاء العالم، والجزائر هي جزء من هاته الدول التي كان لزاما عليها التماشي مع التغيرات الكبرى الحاصلة في بنية النظام العالمي والتي تجعل من مؤسسات المجتمع المدني طرفا أساسيا في تحقيق أهداف الدولة الوطنية. غير أن الجزائر ظلت تعرف حالة من التوافق بين مؤسسات المجتمع المدني والنظام السياسي تارة والصراع والمواجهة مع بعض مكوناته تارة أخرى الأمر الذي أدى إلى تأخر وتباطؤ عملية ترقية الحكم الراشد. وننتهي في هذه الدراسة إلى جملة من النتائج لحالات التفاعل بين مؤسسات المجتمع المدني والنظام السياسي وفي سعي كل منها لترقية الحكم الراشد وكذا حالة الخلاف والاختلاف بينهما حول الآليات التي يتبناها كل طرف لتحقيق ذلك في الجزائر خصوصا. ويمكن إيجاز ذلك في النقاط التالية : * تعد فكرة نشر الوعي حول أي قضية ضرورة لا يمكن التخلي عليها وهي من أهم الآليات القادرة على الوصول إلى الهدف المرجو وعليه فإن مؤسسات المجتمع المدني في الجزائر تسعى إلى بذل جهد لنشر الوعي بشكل أوسع كلما سهل عليها تحقيق وترقية الحكم الراشد بشكل أكثر. * يبني المجتمع المدني مجموعة من المحددات التي تكون القاعدة في عمله التنموي وهي على اختلافها تحدد في الديمقراطيةو المشاركة السياسية وتحقق مبدأ الشفافية والمساءلة والتمكين.