مسالة الهوية الجزائرية بين جيل الثورة التحريرية وجيل الاستقلال

Abstract

لم يكن احتلال فرنسا لمج ا زئر سنة 1830 عفويا واعتباطيا، وانما كان مقصودا ومخطط لو منذ قيام الثورة الفرنسية سنة 1789 م،والمتتبع لحملات التغلغل الاستعماري في عمق المجتمع الجزائري، سيلاحظ بان السياسة الاستعمارية الفرنسية سعت منذ دخولها وبشتى الوسائل الى طمس الهوية الجزائرية واخراج الجزائري من كل القيم التي كوّنت شخصيته على مدى قرون، وذلك عن طريق “ أطروحة الجزائر الشاغرة”، وبالتالي اعتبرت مسالة الهويةالجزائرية في ادبيات الحركة الوطنية والثورة الجزائرية مبدا اساسي في مقاومة الاستعمار الفرنسي، غير انه بعد الاستقلال تغير الفكر النخبوي الذي كان يدافع عن الهوية الجزائرية، واصبح جيل الاستقلال يعيش ازمة هوية بسبب المخلفات الثقافية والاجتماعية الاستعمارية من جهة، وبسبب التكالب الفرنكفوني علىهوية المجتمع الجزائري من جهة اخرى، وذلك من خلال بروز تيار فكري على الساحة الوطنية يسعى الى تشكيل هوية جزائرية بثلاثة أبعاد، تتضمن البعد العربي والأمازيغي إضافة إلى البعد فرنكفوني، وهذا ما بات يشكل خطرا كبير على الجزائريين ،وانتكاسة في حق جيل الثورة الذي ناضل من أجل استرجاع الهوية الوطنية.