توجه الدبلوماسية الجزائرية نحو القارة الافريقية بعد 2019

Abstract

أدت سنوات الأزمة التي عاشتها الجزائر الى تهميش دورها وانحسار دبلوماسيتها حيث يستدعي الوضع الراهن ادراك الواقع والمكانة التي تتطلع اليها الجزائر من خلال الاحتكام الى مقاربة عقلانية في كيفية تحقيق المصالح القومية في ظل المتغيرات الصعبة التي تعيشها المنطقة والقارة الافريقية خاصة في تشابك وتعقد التهديدات المحيطة اقليميا بالبحث عن الفرص التي يكون لها الأثر في تعزيز دورها القارة الافريقية حيث يشكل الحديث عن فاعلية الدور الجزائري في افريقيا جدلا واسعا لارتباطه بادراك صانع القرار للواقع تحقيقا للمصالح الأمنية والاقتصادية ويذكر أن القيادة الجديدة أبانت عن نوايا وتصورات بشأن اعادة الاعتبار للدور الجزائري ومكانتها الاقليمية في جوارها تحديدا والتي برزت ملامحها من خلال خطابات رئيس الجمهورية "عبد المجيد تبون" وتجسدت في مؤشرات التغير في التعديلات الدستورية الأخيرة أين يلاحظ التغير في نهج السياسة الجزائرية الخارجية على المستوى الأمني من خلال الادوار الجديدة التي يضطلع بها الجيش الجزائري والسماح بنشر القوات العسكرية الجزائرية خارج الحدود مما يجسد المرونة والتكيف مع التحديات والتهديدات الأمنية اللاتماثلية في افريقيا , حيث تمثل افريقيا خيارا استراتيجيا للدبلوماسية الجزائرية التي تشهد نشاطا في السياق الأمني بالحوار والتفاوض والوساطة ومنح المساعدات وعلى الرغم من التوجه نحو افريقيا غير أن دور الاقتصاد الجزائري يبقى محدود ويتطلب مزيدا من اليات القوة الناعمة وتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية نظرا لمتطلبات العولمة والتغير في بيئة النظام الدولي حيث باتت قة الدول تقاس بقوة اقتصادها ,وأصبح الاقتصاد سببا في نشوء العلاقات الدبلوماسية بين الدول واعتبارا لأهمية الدبلوماسية الاقتصادية دأب الرئيس تبون الى تعيين ممثل دبلوماسي كفئ في هذا المجال له دراية بالأمور الاقتصادية والتجارية مما يجعله يمارس مهامه بفعالية