الإمَام محمّد الطيّب بُوسُنَّة الجزَائري وَمنْهَجُه الفِقْهي في شَرْح المرْشد المعين لابن عَاشر الأنْدَلسي

Abstract

تتناول هذه الدِّراسة مسيرة أحد علماء الجزائر، من جنوب مدينة سطيف، في إبراز جهوده العلمية والفقْهية، وفي مقدّمتها شرحه لأشهر منظومة فقهية عرفها الفقه المالكي في منطقة المغرب العربي، وهي: المرشد المعين للعلامة ابن عاشر الأندلسي، ثم الفاسي المغربي، وهي أهم المتون الفقهية عند المتأخِّرين من المغاربة، حيث حرصوا على جعلها أولى ما يتعلّمه طالب العلم، من مبادىء العقيدة والفقه والتّصوف. ونظرًا لأهميتها الفقهية والعقدية والخلقية، فقد نالت الحظّ الأوْفر من الشّرح والتفسير على أيدي المغاربة، وعمّت شهرتها الآفاق كما اشتهرت رسالة ابن أبي زيد القيرواني، ومختصر العلامة خليل. ومن العلماء الذين نالوا شرَف شرح المرشد المعين وتفسيره، العلامة محمد الطيب بوسُنة الجزائري، العالم الفقيه الرّباني ذو التّصانيف،الذي ينتسب إلى الطريقة الرّحمانية. وقد دلّ شرحُه على مكانته الفقهية والأصولية، وطول باعه في ميدان اللّغة وعلم الكلام، فجمع بذلك بين الشّريعة والحقيقة على طريقة الأقدمين حيث لم يكونوا يفصلون بين العقيدة والفقه والأخلاق، لقد منّ الله عليَّ بتحقيق هذا الشّرح، وتمت طباعته في لبنان العام الماضي، وهو أوَّل شرح من هذا النّوع يرى النّور في الجزائر، وهذا العمل خطوة أولى على طريق العمل المتواصل في البحث عن تراثنا ونفْض غبار النِّسيان عنه، وتحقيقه ونشره؛ ليرى النّور في الجزائر خاصّة، وفي العالم الإسلامي عامّة. وتشكّل هذه الدّراسة نافذَة للتعريف بالإمام ابن عاشر الأندلسي، ومنظومته: [المرشد المعين]، وأهم شروحها، ومنها شرح الإمام محمد الطيب بوسُنّة الجزائري، كما يسلّط الضّوء على التعريف بحياته ومسيرته العلمية والإصلاحية في الجزائر، ومميزات وخصائص شرحه الفقهي، الذي سماه:[توضيح الدِّين على المرشد المعين]