إشكالية المنظور السياسي في تصور الدين وأثرها على مسيرة الدعوة

Abstract

يهدف هذا المقال إلى البحث في إشكالية استحداث تغييرات جذرية في هيكل الدين وجعل وجهته وجهة دنيوية محضة، وقد قدم الأستاذ المودودي هذا التصور للدين بصورة منظمة وخاصة في كتابه (المصطلحات الأربعة في القرآن الكريم) حيث غير مفاهيم الكلمات الأربعة ( الإله- الرب- الدين-العبادة ) وجعل مفاهيم السياسة والحكم، العماد والأساس في نطاق كل مصطلح، فأصل الألوهية وجوهرها عنده هو السلطة، أما الربوبية فهي مترادفة مع الحاكمية، والعبادة مأخوذة من تصور العبد الذي يخضع رأسه لسيده قبل أن يخضع قلبه، أما الدين فيقوم مقام نظام يتركب من الحاكمية والسلطة العليا، والطاعة والإذعان لها تحت منظومة فكرية وعملية معينة.ولا يتأتى الفهم الصحيح لهذه الإشكالية إلا من خلال فهم وظيفة الإنسان في الحياة الأرضية الذي يرتكز عليه هذا التصور، وأيضا من خلال الكشف عن أثر هذه الرؤية على مسيرة الدعوة سلبا من حيث التغيير في بنية العمل الدعوي من حيث الأهداف والغايات أو الوسائل والأساليب، بصورة قلما نرى لها مثيلا في تاريخ الفكر الإسلامي