التنـاص في سجنيات مفدي زكرياء نموذجاً

Abstract

يتناول المقال : تقنية التناص التي ظهرت كرد فعل في الأدب على البنياويين على يد Kristiva julia كريستفا يوليا؛ هذه التقنية لها امتداد وتواصل في الأدب والنقد العربيين في القديم وبخاصة الدراسات التي اهتمت بالأخذ والاحتذاء، والإعارة والتخطي بالحذف، والتوارد والاغتصاب ....الخ. يحاول هذا المقال أن يبين بأن التناص محاولة للتقريب بين الواقعي والأسطوري , والتاريخي والخيالي ، وإيغال في الوجود بحثا عن التوازن والتواصل، والتعالق بأصالة شعرية ،ورؤية إنسانية وهذا ما نراه في سجنيات مفدي زكرياء إبان الثورة التحريرية بالجزائر :54 / 62 . إذ استطاع الشاعر أن يحلق في أجواء إيمانية ويستدعي تجارب الأنبياء عليهم السلام , ويوظف الزمن الكوني توظيفا أزليا وبذلك يحول الزمن إلى دورة واحدة عبر الأمكنة والأزمنة بروح تلفها الثورة وتشع منها النار ؛فكان مفدي زكرياء بهذا يحلق بين الأصالة والمعاصرة لأنه يغرف من منابع النور ويحترق بنار اللهب ، فكان اللهب المقدس . وكيف أن النصوص الغائبة تعانق النص الحاضر مما ولد دلالات جديدة في سياق النص الشعري وفقا لآليات البناء وما اقتضته هذه التداعيات والتراسلات ليصبح النص فضاء تعبيريا ، لأن الشاعر استطاع أن يستبطن النصوص السابقة استبطانا دلاليا متميزا فكانت نارية الرؤية ، وكانت الهواجس المستقبلية وكان الفكر الإنساني حاضرا في النص ، لأن الموقف فرض على الشاعر أن يعيش هذه الرؤية الشعرية البعيدة الأغوار