اللامعقول في استشراف المستقبل من حدود التتفكير العقلي إلى أفق الخطاب الصوفي

Abstract

ملخص: إن التفكير الإستراتيجي ليس وليد اللحظة الراهنة ،وإنما كانت له إرهاصات مع بوزوغ الحضارات القديمة ، والمتأمل لحركة التاريخ يشهد أن الحضارات العظمى لم تنشأ عبثا ، وإنما قامت على أسس وخطط محكمة ضمنت لها الريادة والمكوث أزمنة عديدة، وهذه الأسس كانت مبنية على دراسات نابعة من حكماء عصر كل حضارة يمكن أن نطلق عليها بوادر التفكير الإستراتيجي الأولى، ثم نما هذا المصطلح وتزايد استعماله في الأزمنة المتأخرة ،نظرا للحاجة الملحة التي جعلت المجتمعات المتقدمة تفكر في مخرج لجميع الأزمات المتوقعة ولكن وفق دراسة علمية تتسم بالموضوعية ، حيث تعالج الحاضر وتعتبر بالماضي وتتنبأ بالمستقبل. وإذا كان العصر الذي نحياه اليوم عصر المتغيرات والتسارع الرهيب ،فهو يدعونا في كل برهة إلى التفكير المتجدد في جميع مجالات الحياة ،إننا بالأحرى مجبرون في زمن التخصصات العلمية المنفتحة أن نرسي قواعد للتفكير الإستراتيجي يستمد قوته من الخبرات الماضية ، ومن قراءة اليد الحاضرة ،وذلك لأجل السلامة في المستقبل. والإشكال الذي هو المحك الأساسي هو:هل الدراسة التاريخية للحضارة كاف لبناء تفكير استراتيجي يعالج حاضرنا ويبني مستقبلنا؟ أم الإستشراف في حاجة إلى خطاب غير معقول؟.

Abstract: Strategic thinking is not the result of the present moment, but it had precursors with the emergence of ancient civilizations, and the contemplator of the movement of history testifies that the great civilizations were not created in vain, but were built on firm foundations and plans that ensured leadership and staying for many times, and these foundations were based on studies stemming from sages The era of every civilization can be called the first signs of strategic thinking, then this term grew and its use increased in the later times, due to the urgent need that made advanced societies think of a way out for all expected crises, but according to a scientific study characterized by objectivity, where it deals with the present and considers the past and predicts the future.