موتیف الأمّ في شعر سمیح القاسم ومحمود درویش

Abstract

یُستخدم الموتیف في الشعر العربيّ المعاصر لتحقیق الجمالیّات والنقاط المحدّدة للنصّ مستعیناً بأسلوب الإعادة والتكرار، فیقتصر علی لفظة واحدة أو فكرة خاصّة لتسلیط الضوء علی ما یدور حول النفس الإنسانیّة من العواطف، والانفعالات، وتحقیق نظم النصّ وإنارة لغته الشعریّة. مع ذلک لا یتوقّف الموتیف عند حصار التکرار فی البنیة الشعریّة بل ما یهمّه، وقع انفعاليّ ملحوظ فی القارئ حیث لا یمکن نیل زوایا هذا التأثیر والتأثّر إلّا عبر مقاربة الموتیف واستکشاف عناصره المتکوّنة. لا ریب في أنّ الموتیف تقنیة من التقنیات الفنّیة النافعة الّتي تغني النص الأدبيّ وتعین القارئ علی فهمه الأفضل كما یدلّ موتیف الأمّ في شعر سمیح القاسم ومحمود درویش علی أسطع الوظائف العاطفیّة والواقعیّة لیكون لسان صدق عن الأزمات الدائمة الّتي رسخت في أعماق ذاكرتهما وتجاربهما في الحیاة. تحاول هذه الدراسة باتّباعها المنهج الوصفيّ - التحلیليّ أن تعالج أهمّ مظاهر موتیف الأمّ في أعمال الشاعرین من حیث النظرة والصورة والفكرة. یدلّ مجمل نتائج البحث علی أنّ موتیف الأمّ لدیهما یرافق وصف المأساة وتكبیر مشهد وقوعها، ولكن یجعل سمیح القاسم غایة تركیزه علی إظهار وظیفة الأمّ الإنسانیّة أو ردّة فعلها العاطفیّة في الموقف المحرج، ویستغلّ محمود درویش هذه العاطفة للعودة إلی الماضي وخاصّة استرجاع طفولته الحالمة أحیاناً.