الترهيب والقمع في الجزائر خلال حكم ديغول

Abstract

تذكر مختلف المصادر والمراجع الفرنسية والجزائرية وغيرهما، أن الجنرال ديغول عندما تولى شؤون فرنسا من الجزائر في صيف 1943، حاول ممارسة الضغط المادي والمعنوي على أطياف الحركة الوطنية الجزائرية، وهو الذي شاهد عن قرب مدى تطورها والتفافها حول مطالب واحدة لأجل استرجاع السيادة الوطنية، خاصة أن الظرف كان يبدو لها مناسبا لتحقيق هذا المطلب الحيوي. وعندما تبين للجنرال ديغول صعوبة شق صف الوطنيين الجزائريين الملتفين حول بيان الشعب الجزائري، عمل على ليّ ذراع الحركة الوطنية وجعلها تتراجع عن مطالبها، مما يعني انتهاج سياسة القمع والتقتيل والاعتقالات ضد الجزائريين العُزل، وما القتل والقمع والتهجير والملاحقات والمداهمات التي كانت في الثامن من ماي 1945، ولم تتوقف طيلة صائفة تلك السنة، إلا خاتمة لسلسة من الإجراءات القمعية الديغولية في الجزائر. وعليه سيعالج هذا المقال مظاهر سياسة القمع والترهيب ضد الجزائريين خلال فترة 1943-1945، والتداعيات المترتبة عليها، من خلال محاولة الإجابة عن تساؤلات جوهرية من قبيل: هل كانت هذه السياسة نابعة من خيار إستراتيجي يعتمد على فرض القبضة الحديدية لإلحاق الأذى المادي بعموم الشعب الجزائري، ومن ثمة دفعهم لعدم المطالبة بحقوقهم؟ وبالتالي كانت عن وعي ورؤية وقصد؟ أم أن تلك السياسة كانت وليدة المرحلة والظروف، وعليه لم يكن معدا لها مسبقا، وأن تصرفات الجزائريين هي التي ولدت ردة الفعل الفرنسي؟ . The French, Algerian and other references mention that when General De Gaulle took over the affairs of France from Algeria in the summer of 1943, he exerted material and moral pressure on the spectrums of the Algerian national movement, and witnessed the extent of its development and circumvention around single demands to restore national sovereignty, especially since the circumstance seemed appropriate to achieve this vital demand. When General De Gaulle learned of the difficulty of dividing the ranks of the Algerian patriots gathered around the statement of the Algerian people, he worked to make the national movement back down from its demands, and followed a policy of suppressing, killing and intimidating unarmed Algerians, as these operations that occurred on May 8, 1945 marked the end of a series of Gaullist repression measures in Algeria. Accordingly, this article will deal with the manifestations of the policy of repression and intimidation against Algerians during the period 1943-1945, and its repercussions, by answering fundamental questions such as: Is this policy stemming from a strategic choice based on imposing an iron fist to inflict material harm on the Algerian people and push them not to claim their rights? Was that consciously and deliberately? Or was this policy the product of a stage and circumstances, and that it was not prepared in advance, and that the actions of the Algerians were what generated the French reaction?