بنية إعلام الخدمة العامة بين الميديا المحلية الرسمية والخاصة قراءة في إشكالية المصطلح و الممارسة

Abstract

لا تنبت المفاهيم مهما كان مستوى تجريديتها من فراغ بل هي نتاج تفاعل مع الواقع الذي تحيل إليه و تحاول الإمساك به، وبالتالي إدراكه فحين يتغير الواقع يكون من الضروري استحداث مفاهيم جديدة أو تكييف القديم منها، في هذا السياق يعدّ مفهوم "الخدمة العامة le service public" في الإعلام من المفاهيم المحورية في السياسات الإعلامية الحالية و التخطيط للأنظمة الإعلامية في المستقبل، وغالباً ما تتم مقاربة المفهوم في الأدبيات البحثية ضمن سياق الإشكاليات التي تبحث في نظريات "الفضاء العام l’espace public" و التصورات التي تقارب جمهور المستمعين والمشاهدين باعتبارهم مواطنين عقلانيين، وقبل الخوض في ماهية مفهومي "الخدمة العامة في الإعلام" و"المحلي في الإعلام" يجب أن نشير بداية إلى أن بعض اللغات ليس بها كلمة دقيقة للتعبير عن مصطلح " public"، كما في اللغتين الانجليزية والفرنسية مثلاً، حيث أن أقرب المرادفات لهذا المصطلح ترتبط بالدولة و الحكومة والرسمي، وعليه يتقاطع المفهومان في نفس الإشكالات الاصطلاحية ومن ثم تأطير الممارسة فما مفهوم "الإعلام المحلي" ؟، ولعل العائق اللغوي أولى الصعوبات التي تواجه أي فهم دقيق لمفهوم الخدمة العامة في الميديا ذلك أن هذه الخدمة لا يمكن اختزالها في الترويج لخطاب الدولة أو الحكومة أو الخطاب الرسمي عموماً، كما الحال في "محلية" الإعلام فيقصد به تارة "الجهوي régional" الذي يتبنى التغطيات الإعلامية لنقاط جغرافية معينة التي تمثل جزء من الوطن، وفي أخرى يقصد به "الجواري proximité" لقربه من خدمة المواطن في المعلومات، وعموماً يظهر الخلط خاصة في قطاع البث السمعي البصري