الإصلاحات التربويّة بالمدرسة التونسيّة

Abstract

تهدف الدراسة إلى تبيان الأسباب الحقيقية التي دفعت المشرفين على التعليم في البلاد التونسية إلى طرح مسألة الإصلاح، خاصّة خلال فترة الاستقلال، ومرحلة بناء الدولة الحديثة، إلى جانب التعريج على المسألة التربوية برمّتها التي ظلّت على هامش اهتمامات السلط المسؤولة بشقّيها التونسي والاستعماري. ودفعنا الهدف المذكور سلفا، إلى طرح تساؤلات عدّة، لعلّ من أهمّها المتعلّقة بأهمّ الإجراءات التي تمّ اتخاذها قصد معالجة الهينات التي وسمت ميدان التعليم زهاء نصف قرن، وكذلك النتائج المنشودة من المشروع التحديثي الذي تزامن مع ما كانت تعانيه البلاد من ضائقة مالية زادت من صعوبة تطبيقه على أرض الواقع. ويعدّ المنهج التّاريخي ضرورة ملحّة تفرضها طبيعة الموضوع المثار على بساط البحث، حيث يمكّننا هذا المنهج من رسم الخطوط العريضة للمسألة التعليمية، إضافة إلى دوره في تتبّع النواة الأولى لميلادها، وذلك من خلال الرجوع إلى أهمّ المؤسّسات التربوية وروّادها الذين كان لهم الفضل في هيكلة القطاع بأسره. وتمخّضت عن الدراسات جملة من الاستنتاجات التي تتلخّص بالأساس في تتالي المشاريع الإصلاحيّة التي عقبت الاحتلال الفرنسي حتّى فترات متقدّمة من تاريخ تونس المعاصر، دون نتائج ملموسة من شأنها القطع مع المناهج، والطرائق التقليدية التي كانت سائدة، وأثبتت محدودية جدواها، باستثناء عدد محدود من المؤسّسات التي حافظت على مكانتها، رغم التضييقات التي تعرضت لها. The present study examines the real causes that pushed the Tunisian educational experts to think deeply about educational reforms especially during the Independence and the establishment of the modern state. Besides, it investigates the whole educational matter that has not received much concern from the Tunisian or Colonial authorities in charge. As such, this research reveals the most important measures that were taken into consideration in order to address the weaknesses of the educational field for over half a century. It also aims to depict the results expected from the modernization project which coincided with the country's financial distress. Indeed, the country’s financial difficulties had a negative impact on the education modernization project. The topic under study relies on the historical approach which does not only help in the depiction of a clear outline to the educational issue but also facilitates tracking its very inception by drawing upon previous educational institutions and pioneers credited for restructuring the educational sector. The major findings reveal that there had been a succession of reform projects starting from the French Colonization until very early periods in Tunisia’s contemporary history. The reform projects did not yield substantive results that cut with the prevailing inefficient and traditional approaches and techniques expect the case of few educational institutions that kept their status despite the continuous strictures they faced.