الإمام أبو عبد الملك البوني ومنهجه في فهم السنة النبوية من خلال تفسير الموطأ

Abstract

لا يزال منهج التعامل مع السنّة مثارَ اختلاف بين الباحثين في السنّة النبوية وعلومها، وسبب مدّ وجزر بينهم؛ لأجل ذلك يتحتّم علينا اليوم البحث في تراثنا الإسلامي، والوقوف على أهمّ مناهج الأئمّة السابقين في تعاملهم مع السنّة، وأصولهم المنهجية في فهمها؛ ليكونوا أسوة لطلبة العلم وللباحثين المعاصرين في تناول قضايا السنّة النبوية وفهمها فهما صحيحا. ومن هؤلاء الأئمة البارزين في خدمة السنة النبوية: الإمام الفقيه المحدّث الجزائريّ أبو عبد الملك البونيّ، صاحب كتاب: "تفسير الموطأ". وقد تناول هذا المقال التعريف بشخصيته، وأهمّ المحطّات البارزة في سيرته، كما تعرّض لأهمّ شيوخه الذين تخرّج على أيديهم، وأماط اللثام عن لفيف من تلاميذه الذين رووا علمه، وأهمّ ما ذكره المترجمون من مؤلفاته، ومكانته العلمية، ووفاته. كما تناولت هذه الدراسة بالشرح والتحليل أهمّ سمات منهج الإمام البوني في فهم السنّة، وذلك من خلال دراسة استقرائية لمؤلَّفه "تفسير الموطأ" أفضت إلى رصد أهمّ معالم طريقته في التعامل مع الحديث، كفهمه ضمن دلالة سياقه أو سبب وروده، وفهمه عبر شرح غريبه وتذليل معانيه، ودرء التعارض الظاهري بين مختلفه، ونفي الإحالات والإشكالات عن مشكله، والعناية بناسخه ومنسوخه، وكذا فهمه في إطار مقاصد الشريعة. هذا، وقد سجّلت الدراسة رسوخ قدم البوني في فنون علمية كثيرة، تعاونت مجتمعةً في رسم شخصيّة علمية متميزة، تستدعي الباحثين -لاسيما في بلادنا- لمزيد من البحث حول هذا العَلم الفذّ، وغيره من أعلام وطننا الحبيب، إحياء لتراثنا الدفين، وتأكيدا على انتمائنا الأصيل. this articles aims to show the Biography of Abu Ali Al buni, his teachers, students and his writings. In this search we highlight the specificities of his method in understanding of the Hadiths , according to his interpretation of Almowattah of Malik. As we will discuss many scientific particularities that are related to the Hadith and its sciences