مساهمة الوقف الصحي في مكافحة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19) - دراسة تأصيلية للمبادرات المجتمعية خلال الجائحة -

Abstract

لعب نظام الوقف دورا رائدا في التنمية المجتمعية عبر تاريخ الحضارة الإسلامية، وكان للأوقاف الصحية نصيب كبير من اهتمام الواقفين، فشيدوا المستشفيات، والصيدليات، وأنشؤوا المراكز البحثية، ووهبوا الكتب، وأجروا العطايا على الطلبة والأطباء والمرضى، والشواهد كثيرة على ذلك، ومع ظهور فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19)، وانتشاره في جميع أرجاء العالم، تضافرت الجهود للحد منه والتصدي لآثاره، فظهرت مبادرات تطوعية مجتمعية عديدة تحت مسميات مختلفة، تحمل سمات الوقف الإسلامي، حاول القائمين عليها دعم النظام الصحي في مواجهة هذا الوباء، وسنحاول من خلال هذه الورقة البحثية، تصوير هذه المبادرات وتكييفها تكييفا فقهيا، حتى نضعها ضمن أحد أبواب الوقف الإسلامي التي نظَّر لها الفقهاء في القديم والحديث. وقد توصلنا بعد تصوير هذه المبادرات التطوعية إلى أن أغلبها، يمكن أن نطبق عليه الضوابط التي وضعها الفقهاء، للوقف العقاري أو وقف المنقول، أو وقف المنافع أو وقف النقود، وبالتالي القول بجواز وقفها، وهو ما يضمن استدامة نفعها، وعموم فائدتها، للواقف والموقوف عليه، على حد سواء