شَرط الحُرية: أهميتُه في تَحصينِ الفَتوى الشَّرعية وَنمَاذجُه التَّطبيقية فِي الاجْتهَاد الفِقْهِي المَالِكي

Abstract

قصدت من خلال هذا البحث تَسليط الضوء على "شرط الحرية" الذي يشترط توفره في شخص المفتي، نظراً لأهميته في تحصين الفتوى الشرعية، وقد سعيت من خلاله إلى معالجة إشكالية الضغوطات التي قد يتعرض لها المفتي أثناء اجتهاده في معالجة نوازل عصره، ومدى تحرره من هذه الضغوطات من خلال توفر "شرط الحرية" بأنواعها ومستوياتها المختلفة (الأخلاقية -أو الشخصية- والاجتماعية، والسياسية والمذهبية -أو الطائفية- ...) لأصِل في الشق الثاني من هذا البحث إلى بعض النماذج التطبيقية في الاجتهاد الفقهي المالكي التي يظهر فيها ذلك المبدأ الذي يتجرد فيه الفقيه من جميع الضغوطات المختلفة انتصاراً لما يراه صواباً، ولو أدى به الأمر إلى مخالفة مذهبه الذي ينتمي إليه، أو إلى مخالفة السلطة السياسية التي يعيش في ظلها. وقد نهجت فيه المنهج الوصفي والتحليلي الذي وصلت من خلاله إلى خاتمة أجملت فيها بعض نتائج هذا البحث، فكان أبرزها ما يتعلق بتنوع شروط المفتي؛ فهي شروط ليست كلها تتعلق بجانب فقه الدليل الشرعي، وطرق تنزيله على واقع الناس وأحوالهم، وإنما فيها أيضاً شروط أخلاقية تتعلق بأخلاق المفتي، وأمانته، وعدله، وحريته... وأن هذه الحرية بتجلياتها المختلفة مُلزمة وأساسية وإلا فقدت الفتوى سلطتها الشرعية وقوتها المستمدة، من نصوص الوحي العظيم.