تطور الوضع السياسي والعسكري بالجزائر في عهد البيلربايات

Abstract

عرفت الجزائر في مرحلة من المراحل التي قطعتها خلال مسيرتها التاريخية، وبالضبط مع مطلع العصر الحديث ارتباطا خاصا بالخلافة العثمانية، وذلك ابتداءً من عام 1519م وإلى غاية 1830م، اختلف في جوهره وظاهره عن غيره من الأقاليم والدول التي انضوت تحت رايتها، وذلك لعدة معطيات وظروف سوف يتم ذكرها في مقامها، وعموما فإن الجزائر مرت خلالها بعهدين، أو بالأحرى بشكلين من أشكال الارتباط، الأول تميز بالارتباط القوي بالخلافة العثمانية وبسلاطينها، الذين كانوا يعينون حكامها وينهون مهامهم في جو من الانضباط والطاعة التامة، كما كانت الجزائر فيه تمثل امتدادا للخلافة العثمانية في الحوض الغربي للبحر المتوسط إلى أقصى حد، وضم كل من مرحلة حكم البيلربايات من 1519م إلى 1587م، ومرحلة حكم الباشوات من 1587م إلى 1659م، وامتد بذلك من عام 1519م إلى 1659م. أما العهد الثاني للوجود العثماني بالجزائر، فيعتبر عهد التبعية غير المباشرة، أو عهد الارتباط الضعيف، وضم كلا من مرحلة حكم الأغاوات من 1659م إلى 1671م، ومرحلة حكم الدايات بقسميها (الدايات العاديين، والدايات الباشوات) من 1671م إلى 1830م، وامتد بذلك من عام 1659م إلى 1830م، حيث كان حاكم الجزائر يحظى فيه أولا بإجماع الديوان، الذي يضم القادة المسيرين بالجزائرعلى توليه الحكم، قبل مراسلة السلطان العثماني من أجل تجديد الولاء والحصول على التزكية، التي أصبح الحصول عليها شكليا، وبذلك لم يصبح حكام الجزائر خاضعين خضوعا كاملا للسلطة المركزية، بل سجل في العديد من المرات تعارض واضح في المواقف بينهم وبين سلاطين الدولة العثمانية من قضايا جد هامة، سواء في العلاقات مع بعض الولايات العربية، أو بعض الدول الأوروبية وغيرها. وللوقوف على حقيقة ذلك الارتباط، وكيفية تطور الوضع السياسي والعسكري بالجزائر في مختلف مراحل تلك الفترة، سوف يتم التعرض لمختلف جوانبه، وأهم أحداثه وحكامه، من خلال مجموعة من المقالات، نستهلهابالوقوف عند ظروف انضواء الجزائر تحت راية الخلافة العثمانية، في محاولة للإحاطة قدر الإمكان بالموضوع، باستعراض أهم التطورات التي عرفها المكان والزمان، وكذا مختلف الجهود التي بذلت خدمة للجزائر، والخلافة العثمانية، والأمة الإسلامية. وأصبحت بذلك تشكل وبكل تأكيد طرفا هاما في المنظومة الأمنية الإسلامية بمنطقة البحر المتوسط، ولاسيما الغربي منه، كما كانت تعمل على تغطية الأحداث والمستجدات في بلاد المغرب، الذي عرف في تلك المرحلة مخاضا عسيرا ولدت على إثره كيانات سياسية جديدة في المنطقة، سواء بتونس وليبيا في الجهة الشرقية للجزائر، أو بالمغرب الأقصى في الجهة الغربية لها. لذلك كان من الضروري على الجزائر أن تتكيف مع المستجدات، وتساير الأحداث والتطورات، وتكون على اطلاع دائم وسريع بكل المتغيرات، التي كانت كثيرا ما تكون سببا إما في تحقيق الانتصارات المجيدة، التي يفتخر بها أبناء المنطقة في سائر العصور، أو تتلقى الهزائم والانكسارات المريرة، التي يجتر أولئك الأبناء نفسهم مآسيها لأعوام مديدة. لقد كان عهد حكم البيلربايات (1519م – 1587م)، وخاصة عهد خير الدين برابروس (1519م-1546م)، الذي يمثل فاتحة المرحلة الأولى للنفوذ العثماني بالجزائر أهمية جد خطيرة، اذ كان يرتكز عليه كل مستقبل المنطقة برمتها، حيث كان الميلاد عسير لاسيما في تلك الظروف المحلية والدولية، التي كانت محفوفة بالمخاطر والمصاعب والتحديات، حيث استطاعت الجزائر فيها الوقوف الند للند في وجه أكبر قوة استعمارية في المنطقة آنذاك، والمتمثلة في الإمبراطورية الاسبانية. ولمحاولة الوقوف عند حقيقة تطور الوضع السياسي في تلك الفترة بالجزائر من جهة، وفي المجال الذي كان يحيط بها من جهة أخرى، سوف يتم التعرض لمختلف جوانبه، وأهم أحداثه وعملياته، من خلال هذا المقال، في محاولة للإحاطة قدر الإمكان بالموضوع، عن طريق استعراض أهم التطورات التي عرفها، وكذا مختلف الصفحات التي طواها. Algeria had known during its historical path, and especially with the beginning of the modern era, a special attachment with the Ottoman Caliphate, starting from 1519 until 1830, this attachment was different from the other countries which were under its banner according to several data and circumstances which will be mentioned after. Generally, Algeria passed through it two eras, or two forms of attachment, the first one was characterized by the strong link with the Ottoman Caliphate and its sultans, who had the ability to designate and dismissal its rulers in an atmosphere of discipline and complete obedience, as Algeria was an extension of the Ottoman Caliphate in the Mediterranean Western Basin to the maximum extent, and it included both the period of Pilgrims rule from 1519 to 1587, and the period of Pashas rule from 1587 to 1659, and thus extended from 1519 to 1659. Concerning the second era of the Ottoman presence in Algeria, is considered the Era of the indirect dependency, or the Era of the weak attachment, and it included both the period of the Aghas rule from 1659 to 1971, and the period of the Deys rule, which was divided in two sections (ordinary Deys and the Pashas) from 1671 to 1830, and this rule extended from 1659 to 1830, when the ruler of Algeria regrouped the members of the EL Diwane, composed of the leaders in Algeria on his assumption of power, before writing to the Ottoman sultan in order to renew allegiance and obtain acclamation, which became a formality, as result the rulers of Algeria became independent from the central authority, and many contradictory positions were born between them and the sultans of the Ottoman Empire in several occasions on very important issues, whether in relations between some Arab states, or some European countries and others.

Description

مقال

Keywords

الجزائر ; الاسبان ; خيرالدين ; الخلافة العثمانية ; شارل الخامس ; تلمسان, Algeria ; the Spaniards ; Khair al-Din ; the Ottoman Caliphate ; Charles V ; Tlemcen

Citation

عبد الكريم,شوقي. تطور الوضع السياسي والعسكري بالجزائر في عهد البيلربايات. مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والإجتماعية. مج 13ع01. 30/01/2022. جامعة الوادي [أكتب تاريخ الاطلاع] متاح على الرابط[أنسخ رابط التحميل]