دور التكنولوجيا الحديثة في الارتقاء بالمسرح التقليدي من الخشبة إلى الشاشة الزرقاء

Abstract

انطلاقا من الثورة الرقمية الهائلة التي شهدها العالم المعاصر بعد دخول الحاسب الآلي مسرح الحياة وظهور الشبكة العنكبوتية التي ساهمت بدورها في الارتقاء بالأدب بكل روافده ليأخذ من منهل هذه التقنيات الرقمية المعاصرة التي دُعّمت بشبكة الأنترنت العالمية، وعبر استقصاء الأشكال والأنساق الثقافية التي استفادت من هذه الموجة نجد الكثير منها، انطلاقا من الشعر والرواية والسينما والفنون التشكيلية وصولا إلى المسرح الذي يعد نسقا متميّزا في حضوره من قبل التقنيات الرقمية، فهو أكثر الفنون الأدائية تعقيدا من حيث تداخل الأنماط على سطحه، ففي كنهه حكاية تُعرض بسرد وحوار، وقد تأخذ لغته بعض الجوانب الشعرية، وفي الوقت ذاته يتم تحويل نصه إلى فعل حركي على الخشبة مما يجعله فنا ناطقا ومتحركا إنه فن حي، وعبر دخول عصر الرقمنة استثمره المسرح وحاول أن يقدّم جديده عبره بما عُرف بالمسرح التفاعلي الذي يستخدم الوسائل والتقنيات الرقمية خصوصا الشبكة العنكبوتية في نقل نصه وإثرائه، إنّ الرقمية أخرجت المسرحية من مجالها الضيّق على الخشبة وصالات العرض, إلى فضاء أرحب وأكسبت المتلقين صفة التفاعلية, ونفت عنهم السلبية والسكونية التي ارتبطت بهم منذ ظهور هذا الجنس الأدبي