علماء المغرب الأوسط والمجال الأندلسي

Abstract

ظلت حواضر المغرب الإسلامي عموما والمغرب والأوسط خصوصا ولّادة للنخب العالمة التي امتلأت رفوف المكتبات بتصانيفها ومؤلفاتها ، ولم يكن المغرب الأوسط وحده مجالا لنشاط هؤلاء العلماء بل تنوعت وجهات رحلاتهم للاستزادة في طلب العلم أو تلقينه ، فقد ارتحل بعضهم إلى المشرق وبعضهم إلى المغرب الأقصى أو المغرب الأدنى واختار جزء منهم وجهة الأندلس ، وقد أطلعتنا الأسطوغرافيا التاريخية بشتى صنوفها على عدد كبير من علماء المغرب الأوسط الذين رحلوا إلى الأندلس واستقروا بعدة مدن مثل المرية واشبيلية وقرطبة ، وقد تنوعت العلوم التي تبحّرت فيها النخبة العالمة للمغرب الأوسط الراحلة إلى الأندلس كالأدب والشعر وعلم الحديث والفقه والطب وغيرها . كما شكّلت مدن تاهرت ووهران والمسيلة والجزائر وباغاية وطبنة منطلقا للرحلة العلمية لتلك النخبة العالمة . ويهدف هذا البحث إلى الكشف عن النخبة العالمة للمغرب الأوسط الراحلة إلى الأندلس بين القرنين 3 - 5 الهجريين . ونتيجة البحث أننا قد رصدنا حركية كبيرة لعلماء المغرب الأوسط الراحلين إلى الأندلس خلال فترة الدراسة ، وشهدت عدة مدن من المغرب الأوسط منطلقا لهذا الارتحال ، كما شهدت عدة مدن أندلسية استقطاب علماء المغرب الأوسط وكانت أبرزهم مدينة قرطبة ، كم تعددت العلوم التي نبغ فيها هؤلاء العلماء . A significant elite of scientists has been generated in the Islamic Maghreb, particuliarly the middle one, thanks to whome the libraries were full of books and works. The Middle Maghreb was not the only space of their activities, those scientists had diffrent destinations for the request of the science. Some of them travelled to the Orient, the others travelled either to Morocco or to the Near Maghreb. A part of these scientists chose Andalusia. History books show that many scientists from the Middle Maghreb moved to Andalusia and settled there in many cities like Almeria, Seville, Al-Zahra and Cordoba. Sciences in which they were specialised were diversified into litterature, poem, Hadith, Fiqh and Medecine. The starting point of all science journeys was mainly in the cities of Oran, Tehert, Msila, Algiers, Bagai and Thubunae.