تنزيل النص القرآني على قضايا المرأة في الفكر الإصلاحي لدى أبي يعلى الزواوي

Abstract

تعرضت المرأة المسلمة في الكثير من الأقطار الإسلامية ومنها الجزائر إبّان العصور المتأخرة التي انتشر فيها الجهل بأحكام الإسلام، وهدي القرآن إلى مظاهر متعددة للظلم والحرمان الذي سُلِّط عليها بسبب تحكيم العوائد والأعراف التي سلبتها الكثير من حقوقها المادية والمعنوية المقررة لها في نصوص القرآن، والتي اتخذها أعداء الإسلام خلال الغزو الاستعماري مطيّة للطعن في الإسلام، واتهام أحكامه بظلم المرأة وإجحافها؛ ما وجد لهم آذانا صاغية لدى المسلمين على مستوى الحكومات والأفراد من الكتاب والمثقفين الذين سخّروا أقلامهم لنقد أحكام الإسلام، وتزيين الثقافة الغربية الوافدة التي اتخذت من المرأة سلاحا لتعميم الغزو الثقافي في كافة أقطار البلاد الإسلامية، وهذا ما أوجب على العلماء والمصلحين أن يقفوا في وجه تلك الحملات الموجهة ضد الإسلام وقطعيات القرآن، فكان ممن قاموا بالواجب ولبوا نداء الدفاع عن الإسلام أحد فرسان الدعوة الإصلاحية بالجزائر؛ مفتي جمعية العلماء المسلمين، وشيخ شبابها وشباب شيوخها: أبو يعلى الزواوي –رحمه الله- الذي كان من أبرز الكتّاب البارعين في الدفاع عن أحكام القرآن، وأعرف الناس بخبايا العادات التي لا صلة لها بالإسلام، مما جعله ينطلق في إصلاحه لقضايا عصره عموما، وقضايا المرأة خصوصا من آيات القرآن الكريم، تنزيلا لها على الواقع الذي عايشه، تبرئة للإسلام من الأعراف البائدة، وإبطالا للشبهات المثارة حوله من قبل دعاة التحرر والسفور. فجاءت هذه الورقة البحثية معتمدة على المنهج الوصفي التحليلي، لتبرز جانبا من جهود أبي يعلى الزواوي أحد علماء الإصلاح بالجزائر -رحمه الله- في معالجة قضايا المرأة في عصره انطلاقا من نصوص القرآن الكريم، من خلال ما قرّره ونشره في مقالاته الإصلاحية المتنوعة، وذلك بالوقوف على منهجه في تطبيق النص القرآني على الواقع، وحصر قضايا المرأة التي عاصرها وعالجها من خلال الآيات القرآنية، وبيان طريقته في علاجها.