Faculty of islamic science _PPN
Permanent URI for this collectionhttps://dspace.univ-eloued.dz/handle/123456789/108
Browse
Browsing Faculty of islamic science _PPN by Author "بن عثمان, فهيمة"
Now showing 1 - 1 of 1
- Results Per Page
- Sort Options
Item الأسرة المعاصرة و تأثيرات التكنولوجيا الحديثة على منظومة القيم الأسرية(University of eloued جامعة الوادي, 2018-12-06) بن عثمان, فهيمة; بوهالي, محمدعلى الرغم من أن التكنولوجيات الحديثة كان لها دورا بارزا في تغيير المجتمعات وتحويلها من مجتمعات كلاسيكية تعتمد على أدوات بسيطة إلى نمط جديد من المجتمعات التي تعتمد بصورة كبيرة على ما تقدمه هذه التكنولوجيات، لعل ابسط ما يمكن الوقوف عنده هو تغير المفاهيم وظهور مفاهيم جديدة تواكب هذه النقلة النوعية في مسيرة المجتمعات. لقد أدى الانفجار التكنولوجي والمعرفي الحديث إلى تغير يكاد يكون مرضيا على منظومة القيم الأسرية حيث حل الاعتماد على هذه التكنولوجيات وعلى العالم الافتراضي على قيم العلاقات الإنسانية التي تقوم عليها الأسرة فتغيرت بذلك قيمها ووصل هذا التغير حتى ليطال أهم وظيفة للأسرة وهي التنشئة الاجتماعية عبر الإفراط والمبالغة في الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة. لقد حل العالم الافتراضي على الأسرة بالقدر الذي غابت فيه اللقاءات الأسرية التي كانت إلى وقت ما يجتمع في أفرادها حول شخصية معينة من الأسرة، أو حول موضوع للنقاش، ببساطة داخل سقف واحد قد لا يتفاعل الأفراد إلا على نحو افتراضي، الأمر الذي يغيب معه الكثير من القيم. فرضت مواقع التواصل الاجتماعي نفسها على كل أسرة ، و أهمها الفايس بوك ، من أجل التواصل بتكاليف قليلة، و من أجل التعارف و بحثا عن الأخبار و الترفيه و الدردشة و الصداقات . و تمكنت هذه المواقع في الأسرة حتى كادت تصير بديلا عن العالم الحقيقي ، و سيطرت على البعض إلى درجة الإدمان، و بدأت تهدد كثيرا من القيم الأسرية ، هذه القيم التي كانت تحرص عليها الأسرة لما لها من أهمية في لم شمل العائلة و الحفاظ على أبنائها، و أهم هذه القيم التي تهددها وسائل التواصل الاجتماعي بالزوال ، قيمة الاجتماع في السهرة للسمر و المرح الجماعي و النقاش و التحدث، قيمة الاجتماع على مائدة الأكل، قيمة الفضفضة إلى الأهل بدل الغرباء ، قيمة الزيارات في المناسبات و غير المناسبات، قيمة اللعب مع أبناء الجيران و زملاء المدرسة و أبناء الحي، قيمة عائلية مهمة و هي أن الوالدين يعرفان أصدقاء أبنائهم، ليعرفوا أخلاقهم و مدى مناسبتهم للتعامل مع أبائهم، لكن مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الأم و الأب لا يعرفان أصدقاء أبنائهما ولا محور الحديث الذي يدور بين الأبناء و هؤلاء الغرباء الذين قد يفوقونهم سنا و قد يجرونهم إلى عالم الجريمة و المخدرات و الإدمان، أو الجنس و الإباحية..الخ فالغرباء قد يكونون خطرا في بعض الأحيان على الطفل أو المراهق. تغيرت القيم في الأسرة و صارت لا تجتمع، لأن كل واحد منشغل بوسيلة تكنولوجية خاصة به، ففي كل غرفة تلفاز، و لكل فرد هاتف ذكي أو لوحة الكترونية مستقلة ، أو كومبيوتر ثابت أو محمول، حتى الأم و الأب منشغلان، الوقت لم يعد مكرس للعائلة،أصدقاء الفايس بوك في كثير من الأحيان يأخذون وقت الأم و الأب و الأبناء، و الوقت الذي تجتمع فيه الأسرة ليلا هو وقت الذروة في الإقبال على مواقع التواصل الاجتماعي ، لا أحد صار متفرغا للآخر، كل واحد منشغل في عالمه الافتراضي. من هذا المنطلق تسعى الدراسة الراهنة لمحاولة الوقوف عند ما خلفته هذه التكنولوجيات من تغيير على مستوى القيم الأسرية، كما تسعى إلى تلمس ما هي أهم القيم الجديدة التي جاءت مع هذا العالم الافتراضي.