عدائكة سامية2024-05-192024-05-192011عدائكة سامية. الشعور بالإغتراب وعلاقته بمدى التوافق النفسي لدى عينة من الطلبة الأجانب الدارسين بالجزائر. 2011. كلية العلوم الاجتماعية والانسانية. جامعة ورقلة. [اكتب تاريخ الاطلاع]. متاح على الرابط: [انسخ هنا رابط التحميل]https://dspace.univ-eloued.dz/handle/123456789/32590أطروحة ماجستير تخصص علم النفس التربوي كلية العلوم الاجتماعية والانسانية جامعة ورقلةلما كان الأدب النسائي العربي عموما بما فيه المغاربي، يطرح إشكالا في الساحة الأدبية العربية، بدءا بالتسمية ووصولا إلى الاختلاف، خصوصا جنس الرواية، وإلى اليوم لا يزال هذا الأدب النسوي) يبحث له عن فضاء يحتضنه ويحترم انتماءه، وعن قارئ يطهره من وشم الخطيئة. ولما كانت إشكالية هذا الأدب هي إشكالية هوية بالأساس وهي نقطة التقاطع بينه وبين الوطن العربي والعالم ككل الذي يشهد فيه صراع الأنا والآخر أوجه، مع اختلاف في بعض المعطيات والدوافع التي تحرك أزمة الهوية في كل من الأدب النسوي وما يجري في المنطقة العربية والعالم. فلما كان هذا التشابه والاختلاف بينهما في أن سعينا لأن ندرس موضوع الهوية والاختلاف ضمن الأدب النسوي الذي يعيش أزمة انتماء، معتمدين كنموذج الرواية النسوية المغاربية. وقد ساعدنا الباب النظري الأول من الدراسة على عرض الإشكالات التي يطرحها كل من الأدب النسوي وثنائية الهوية والاختلاف، ومن خلال هذا العرض النظري لأهم الإشكالات والمفاهيم المتعلقة بالبحث نصل إلى جملة من النتائج : بخصوص إشكالية المصطلح بل المصطلحات أدب المرأة، الأدب النسائي، الأدب النسوي، الأدب الأنثوي، فهي (أي الإشكالية تطرح على مستويين: الأول، والمتعلق بعدم الاتفاق على المصطلح الصحيح. أما الثاني، فهو متعلق بمدى المشروعية النقدية للمصطلح، فالساحة الأدبية العربية منقسمة إلى مقر بالمصطلح ورافض له. وفي رأيي أن السبب في ذلك يعود إلى خلفيتين بارزتين، إحداهما تبرز كعنصر مهم في بنية الفكر العربي عموما، ونقصد صورة المرأة وكل ما يتعلق بها من قريب أو بعيد بما فيه إبداعها الأدبي في الخطاب العربي ذو السمة الذكورية أو الأبوية المتسلطة التي لها تاريخ طويل مع القهر الأنثوي، بدءا بأول أنثى عرفها التاريخ، حواء التي حملت تهمة تعاسة البشرية، وورثت بناتها الخطيئة وتبعاتها التي كانت جد قاسية، فالأنثى مخلوق غبي وضعيف، لا يصلح إلا للمضاجعة والإنجاب هكذا تختصر المرأة في حدود جسدها بمقدار ما يحققه هذا الأخير من متعة ومنفعة للآخر (الرجل)، فهي كائن لا علاقة له بشؤون الفكر والإبداع. وورثنا فيما ورثناه هذا النسق الثقافي الذي يعلي من شأن الرجل و يهمش المرأة ، ورغم ادعاءات الثقافة العربية التي تدعو إلى تحرير المرأة من سجن الخطيئة الذي يسكنها إلا أن الواقع لا يعكس هذه الدعوة في مجتمع لا يزال مثقلا بهذا الإرث بما فيه المثقف العربي الذي يعيش ازدواجية حادة في الخطاب بدليل أن نقادنا لم يولوا أهمية لإشكالية الأدب النسوي ليفصلوا في الأمر، إن كان المصطلح مشروعا من الناحية النقدية أم لا؟ فما تطرحه الساحة الأدبية لا يتعدى مجموعة من الآراء تعكس رؤى أصحابها. هذا الوضع الذي يعكس الموقف التحفظي الذي تبناه أدباؤنا ونقادنا اتجاه الإبداع النسوي، وإن حدث واهتم به فلإظهاره ضعيفا، وأن المرأة تكتب سيرتها الذاتية، بمعنى أنها لا يمكن أن تتجاوز حدود الذات وهي فكرة تجد جذورها في النسق الثقافي حول المرأة والذي يسكن اللاوعي الجمعي. أما الخلفية الثانية التي تقف وراء هذه الإشكالية وتحديدا عدم ضبط المصطح، فإلى جانب ماذكرناه تقف الخلفية الغربية كأحد أهم الأسباب، والحديث هنا يتعلق بالنقد النسوي الغربي سواء الفرنسي أو الأمريكي، الذي اعتمدت عليه بعض أديباتنا ونقادنا دون فهم عميق له خاصة فيما يتعلق بترجمة المصطلحات من لغتها الأصلية إلى العربية، كما نجده مثلا في لفظتي نسائي ونسوي اللتان تحملان معنيين مختلفين من منظور الكاتبات وبعض النقاد، لتطابقا بذلك التقسيمات الموجودة في النقد النسوي الغربي رغم أن نسائي ونسوي لهما معنى واحد في اللغة ، feminine, feminist, female العربية. ضف إلى ذلك أن ليس كل ما نظر له هذا النقد (الغربي) متحقق على مستوى الإبداع النسوي الغربي نفسه، وأيضا كثيرا ما جرت عقدة النقص التي تعيشها الدات نحو الآخر الغربي أديباتنا إلى الانسياق وراء تنظيرات الناقدات الغربيات وسعين إلى تقليدهن على مستوى الإبداع خاصة، دونما وعي باعتبار أن هذا النقد ولد في بيئة وثقافة تختلف في كثير من الأمور عن نظيرتها العربية والنتيجة هي فوضى المصطلحات التي تنظر إليها عين النقد العربي بارتياح حتى يبقى مجال الحديث عن الأدب النسوي محصورا في إشكالية التسمية وبذلك لا ينال حقه من الدراسة والنقد التي قد تكشف عن رؤية مختلفة للأمور وهذا مكمن الخوف من الاعتراف بأدب نسوي قد يثبت اختلافه. أما النتيجة الثانية المتوصل إليها، فتلك المتعلقة بالمسار الذي قطعته الرواية النسوية المغاربية ومقدار التراكم الذي حققته، فما هو شائع عموما أن انتشار الإبداع النسوي في أي مجتمع مرهون بمدى تفتح هذا المجتمع ووضع المرأة فيه، لكن قد لا تصدق هذه القاعدة، بدليل أن ظهور الرواية النسوية في ليبيا كان أسبق منه في الجزائر التي تأخر ظهورها كثيرا (1993). بمعنى أنه يمكن أن تنعكس القاعدة، فيكون الوضع الهامشي للمرأة في المجتمع سببا في الإبداع كوسيلة ربما وحيدة في التحدي والرفض. وفي إطار حديثنا عن الرواية النسوية في الجزائر نلاحظ أن هذه الأخيرة قد ارتبطت بزمن الأزمة الوطنية، وهو ما انعكس على مضامينها التي تكاد تنحصر جميعها إلا فيما ندر في موضوع الوطن سواء كموضوع محوري أو هامشي. وهو ما يعكس مدى تأثيرات الوضع العام على المبدع. أما مجمل النتائج المتوصل إليها بعد تحليل النصوص الروائية من خلال الباب التطبيقي الذي يكشف عبر فصوله الثلاث تجليات سؤال الهوية والاختلاف هي: بخصوص الهوية الفردية، ركزت الكاتبات كثيرا على المرأة / الأنثى، وأبرزنها على أنها مهمشة وذاتا ملغاة في مجتمع ذكوري تخضع فيه المرأة لقوانينه وأعرافه، وفي ذلكم محاكمة للمجتمع العربي الذي لا تزال الأنساق الثقافية المتوارثة منذ القديم تتحكم في بنية وطريقة تفكيره. وحسب طرح الروائيات فإن طريقة المرأة الأنثى في إثبات هويتها الأنثوية الملغاة تكون عبر اختراق المحظورات، أي تحرير الجسد وتحقيق رغباته متى شاء، ومنحه المتعة التي يستحق، ففي ذلك إكرام للجسد الأنثوي وتحقيق الهوية الذات (الهوية الأنثوية التي تمارس وجودها متحررة من أشلاء الثقافة والقانون. ففي طرحهن المسألة هوية الذات أو الهوية الفردية، ركزن بشكل ملفت للانتباه على الجسد الذي يعتبر بوابة كل تجربة، ومصدر وعي الذات والعالم من خلال مجموع العلاقات التي يربطها مع ذاته ومع الآخرين عبر لغته الخاصة، لغة الجسد التي سعت الروائيات للاستعانة بها وسيلة لتفجير المكبوت الفردي واللامقول الجمعي. وفي طرق موضوع الجسد في علاقته بهوية الذات، كان الجسد الأنثوي محور الحديث ما عدا الروائية المغربية وفاء مليح التي جعلت جسد الرجل هو المحور الذي تدور حوله أحداث الرواية، لتصنع بذلك الاستثناء، لتقول أن الاغتراب الذي تعيشه الذات بسبب تصارع سلطتي العقل الصارم والجسد الراغب، لا يخص المرأة الأنثى وحدها، فالرجل هو الآخر يعيش هذا الاغتراب حينما يخونه جسده في حالة العجز الجنسي. كما نلاحظ أن الروائيات وهن الساعيات إلى استرداد هوية المرأة الأنثى المغيبة يسقطن في فخ الاستلاب؛ فظهور الجسد الأنثوي في نصوصهن لا يتجاوز تلك الصورة النمطية التي تصوّر المرأة جسدا يمتع أي مرادفا للجنس. أما بخصوص الهوية في بعديها الوطني والقومي، فقد اكتسى الطرح طابعا فجائعيا ومأساويا، يعكس وضع الفرد العربي والمغاربي في وطن يتنكر لأبنائه ويمارس عليهم هدرا وجوديا إلى درجة الجنون والانتحار كشكل من أشكال الرفض وفقدان الانتماء. وأمة لا تحسن سوى صناعة الفشل والهزيمة منذ أن سلمت مفاتيح غرناطة. فتقف اليوم في صراعها مع الغرب، صراع الحضارات حيث تتحدر كقتها إلى الحضيض، عاجزة عن صنع القرار وتغيير الأوضاع واسترداد الأمجاد الضائعة، ولا تملك الذات العربية غير الهروب إلى الماضي، تعيش عبر استيهاماته هويتها القومية المشوهة. وتقف المدينة القديمة سيمياء للحضارة العربية الإسلامية في بقائها المتوهم. والسؤال الجدير بالطرح هل عكست الروائية هويتها بأبعادها الثلاث من خلال فعل الكتابة وطريقة الطرح؟ ما توصلت إليه من خلال تحليلي للنصوص الروائية للكاتبة المغاربية وهي تطرح سؤال الهوية، أن قلة منها فقط استطاعت أن تعكس هويتها العربية الإسلامية، فأغلب الروايات تتحدث عن الوطن وعن الأمة العربية وما لحقها من خراب معنوي وتشويه في الهوية، لكن يتم حصر هذه الهوية في الرقعة الجغرافية، أي المكان الذي يحتضن أو يلفظ أبناءه، والحديث عن أمجاد الماضي التي تجسدها المدينة القديمة، وعن العادات والتقاليد المحلية التي تصنع خصوصيات الأقطار العربية، لكن الملاحظ أن المسألة الدينية كمقوم أساسي من مقومات الهوية بكل أبعادها مغيبة، وحتى النصوص التي تناولتها، كان بمنأى عن بعده الهوياتي، فيبدو الدين بهذا الطرح عنصرا ثانويا لا علاقة له بالهوية في ازدهارها وأفولها رغم أن الصراع الحضاري اليوم ذو صبغة دينية. فبعد أن استطاع الغرب (العلماني) إقناعنا أن الدين مسألة شخصية لا تتجاوز حدود الحرية الفردية، ها هو اليوم يحارب باسم الدين ويقمع الدين المختلف (الإسلام). فحين تمارس الشخصيات طقوس الجنس والمتعة بشكل عادي، وتتلذذ بشرب الخمر وتقدم كؤوسه على طاولات الضيافة العائلية والحميمية وتمرر الروائيات الحدث بشكل عادي وبسيط كان الشخصيات تمارس طقسا عاديا يدخل في عادات المجتمع، لا تنتظر من مثل هذه النصوص أن تمثل هويتنا العربية الإسلامية وبالتالي أن تكون سلاحا (معنويا) يدافع عن هويتنا المهددة بالتلاشي في واقع الأمر هي ضد هويتنا أكثر من كونها ممثلة لها وهي تخدم الآخر المختلف أكثر مما تخدم الأنا. أرادت المرأة الكاتبة أن تثبت جدارتها في الكتابة وقدرتها على صنع الاختلاف عما يكتبه الرجل فسقطت في فخ المحاكاة له سواءا على مستوى الفنيات أو المضامين. فحين تكتب المرأة كامرأة، بانتمائها الجنسي والوطني والقومي، حينها فقط يمكن أن نتحدث عن ملامح الاختلاف والخصوصية في كتابة المرأة، وكان مقررا من قبل تناول مسألة الهوية والاختلاف في طريقة الكتابة (الرواية) في فصل مستقل، لكن وجدت أن المسألة تحتاج لأن يفرد لها بحث مستقل، وهو السؤال الذي ينفتح عليه بحثنا هذا ليكون مشروع بحث مسقبلي: هل المرأة تكتب يشكل مختلف عن الرجل؟arالتوافق النفسيالطلبة الأجانبالإغترابعلم النفس التربويالشعور بالإغتراب وعلاقته بمدى التوافق النفسي لدى عينة من الطلبة الأجانب الدارسين بالجزائرThesis