زين, فاطمة2023-03-212023-03-212014http://dspace.univ-eloued.dz/handle/123456789/17868تناولت ىذه الدراسة دور الفونيمات من صوامت وصوائت في القصة النبوية وبالتحديد قصة أصحاب الأخدود, وىي قصة تتحدث عن قضية الثبات على الإيمان بالله سبحانو وتعالى تحت وطأة الظلم والاستبداد , ومن أىم ما درسنا في ىذا البحث : . القصة النبوية ىي القصص الواردة على لسان النبي صلى الله عليو وسلم والنابعة من الوحي 1 الرباني,وىي قصص جاءت لتوضيح وتعميق قيم إسلامية جليلة في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم في الحقبة الأولى لظهور الدين الإسلامي, وفي نفوس الدؤمنين عامة على مر العصور والأزمان . . مصطلح القصة النبوية لا يعني القصة التي جرت للنبي صلى الله عليو وسلم فقط كقصة 2 حادثة شق الصدر والإسراء والدعراج بل تعني كل القصص التي رواىا النبي صل الله عليو وسلم لأصحابو من أجل التسرية بهم وأخذ العبرة منهم , خاصة وأنهم في تلك الفترة واجهوا ابتلاءات وشدائد عظيمة فجاءت ىذه القصص لتثبيت قلوبهم تارة ولبيان وتوضيح أمور غيبية تجريدية تارة أخرى . . مضامين القصة النبوية ىي مضامين تربوية تعليمية وىي مضامين إسلامية ىادفة إلى بناء 3 المحتوى الداخلي للإنسان حيث أن الدتأمل لذذه القصص يرى أنها ميدانا واسعا لدراسة النفس البشرية من قوة وضعف وصدق وكذب و كما نجد العفاف والتوبة مثلما نجد الكفر والظلم والانحراف عن الدين وبيان عاقبتهم وكل ىذه النماذج القصصية كانت ىادفة إلى بناء لرتمع إسلامي متماسك من الناحية الداخلية والخارجية للإنسان . . قصة أصحاب الأخدود من القصص التي تناولذا القرآن الكريم بالإجمال دون ذكر لأحداث 4 القصة في سورة البروج , ليأتي الحديث النبوي ويفصل في سياقاتها وشخصياتها وأىدافها, من ىنا كانت السنة النبوية الشارحة والدفصلة لدا أجمل في القرآن من آيات والدفسرة للكلمات والدوضحة للقصص والتشريعات, والدبينة للمتشابهات, وكل ذلك لتأكيد نبوتو عليو أفضل الصلاة والسلام . 157 كانت ىذه النتائج حول القصة النبوية وأىدافها أما عن دلالات الأصوات الواردة فيها فهي كما يلي . توصلت الدراسة إلى أن للأصوات اللغوية دورا كبيرا في كشف دلالات النص النبوي حيث 1 ساهمت مخارج وصفات وسمات الصوامت والصوائت في إبراز دلالات الثبوت والإصرار على دين الحق ونبذ الباطل البهتان الدبين في قصة أصحاب الأخدود . . بينت الدراسة أن للفونيمات ــ الأكثر حضورا في القصة ــ القدرة على أداء دور دلالي من 2 خلال استمرار حضورىا في كامل القصة ابتداء من الفقرة الأولى إلى الفقرة الرابعة كاللام و الفاء والراء والذمزة والتي أدت بمخارجها وصفاتها دلالات ىامة تتمثل في : - أن الصوامت ذات المخارج الثابتة كاللام والراء والنون قامت بدلالة الثبات والصبر على الابتلاء والإصرار على مواصلة الدرب ونشر رسالة الإيمان بين الناس من طرف الغلام , بينما الأصوات التي تتميز طبيعة مخرجها بالحركة والثبات في نفس الوقت كالفاء الشفوي الأسناني أدت دلالات الصراع بين الحق والباطل وبين الخير والشر والإيمان والكفر . - أدت الأصوات الصامتة ذات المخارج العميقة كالذمزة دلالات القهر الذي لحق الدلك لكشف حقيقتو وكذلك دلالة عمق الإيمان الذي تغلغل في القلوب كبيرا وصغيرا . - أدت الصفات العامة للصوامت دلالات ىامة كالجهر في الباء والراء والذمزة أحالت على القوة التي اكتسبها الغلام ومن بعده الناس لدواجهة الدلك الظالم , أما الهمس في السين والذاء والفاء يحيل على الضعف والوىن الذي استكان في قلب الدلك الدضطرب و الدتزعزع من ملكو, بينما سمة الشدة( الانفجار) لصوتي الباء والذمزة دلت على الابتلاء العظيم الذي لحق ىؤلاء الدؤمنين وىي رسالة إلى كافة الدسلمين على الشدة والابتلاء الذي يلحق الدؤمن ,في حين الأصوات التي تميزت بالتوسط بين الشدة والرخاوة كاللام والنون والراء والديم أدت دلالات القلق والاضطراب عند الغلام لتوسطو بين جانبين متناقضين هما الحق (الراىب) والباطل (الساحر) دون التمييز بينهما كما ىو الحال في 158 الفقرة الثانية ليتبين لو الطريق السليم ويثبت عليو فيما بعد تماما كثبات مخارجها ـ اللام والراء والنون ـ . - وبالإضافة إلى الصفات العامة فإن الصفات الخاصة قامت بدور دلالي أيضا ؛ حيث ساهمت سمة الانحراف والانفلات لفونيم اللام في بروز دلالات الانفلات والخروج عن طاعة الدلك الكاذب والدخادع بسحره لجميع الناس تماما كانفلات الذواء من جانبي اللسان لذذا الفونيم, كما تدل سمة الانحراف عن خروج نمط ىذه القصة عن الدألوف إذ العادة في قصص الأنبياء والدرسلين أن تنتهي قصصهم بالانتصار الظاىر ولكن الانتصار ىنا ىو انتصار الدبادئ والثبات عليها . - بينما سمة التكرار لفونيم الراء قامت بأداء دور الإصرار والإلحاح على مواصلة الدرب والسعي للوصول للهدف تماما كتتابع طرقات اللسان للثة , في حين أدت القلقلة لفونيم الباء والقاف والجيم والدال خاصة في الفقرة الثالثة التي تمثل عقدة القصة قمة الاضطراب والخوف لدى الدلك لانكشاف حقيقتو ولانهيارعرشو . - دلت أنصاف الصوائت الواو والياء بحضورىا في الفقرتين الثالثة والرابعة والتي تتميز بقابيلة التحول من حالة إلى أخرى على تبدل وتغير وانتقال ىؤلاء الناس من الكفر إلى الإيمان ومن الظلمات إلى النور . . بالإضافة للصوامت فإن للصوائت قصيرىا وطويلها القدرة على أداء دور دلالي حيث امتازت 3 ىذه الصوائت بالوضوح التام عند النطق بها والجهر العالي بالنسبة لجميع الصوامت وىو ما يتناسب مع دلالات القوة والجهر بالإيمان أمام الدلك الظالم حيث استطاع الغلام أن يسمع صوتو لكافة الناس ويوصل رسالتو على أتم وجو, وعلى الرغم من مساهمة الصوائت قصيرىا وطويلها في ىذه الدلالات إلا أن الصوائت القصيرة كانت أكثر حضورا من الطويلة كالفتحة والكسرة وىذا ما يتناسب مع دلالات سرعة انتشار الإيمان في قلوب الناس وفي ساعات 159 معدودات وكذلك قصر وسرعة الأحداث والحوار في ىذه القصة , كانت ىذه الدلالة العامة للصوائت أما من حيث وضعية اللسان والشفتين فإن: - الوضع الأفقي للسان : حيث يكون طرفو في مقدم الفم يقدم أصوات أمامية كالفتحة والألف والكسرة والتي أدت دلالات الشجاعة والجرأة عند الغلام والناس لدواجهة الدلك الدستبد, أما إذا كان متجمعا فيصدر صوائت خلفية كالضمة الصائت القصير دالة على الضيق والانغلاق والحصار المحدود على الدلك تماما كقصر الزمن عند النطق بها . - الوضع العمودي للسان : لينتج عنو صوائت منفتحة وأخرى مغلقة كالفتحة والضمة لتدل الفتحة والألف على انفتاح قلوب الناس بالإيمان من خلال جرأة الغلام على مواجهة الدلك في مقابل انغلاق أفق الكذب والشرك في وجو الدلك الذي يدعي الألوىية . - حالة الشفتين : وينتج عنها صوائت منفرجة وأخرى مستديرة كالكسرة والضمة لتحيل على الضيق وشدة الابتلاء الذي تعرض لو ىؤلاء الناس لتفرج بعدىا بفتح أبواب الجنة في وجو ىؤلاء الشهداء الأبرار . وبناء على ىذه الدلالات الجليلة التي احتوتها القصة النبوية والتي ساهمت الأصوات اللغوية في كشفها وإبرازىا واقتصار ىذه الدراسة على الجانب الدلالي الفونيمي فقط فإننا نتقدم بالتوصيات التالية: - الاىتمام بدراسة القصص النبوي من حيث دراسة الجوانب الصوتية كالدقطع والنبر والتنغيم ودلالالتها . - بالإضافة إلى الدراسة الصوتية للقصة النبوية التي تناولذا ىذا البحث , الاىتمام بالدراسة الصرفية والنحوية لذا وذلك للبحث في إمكانية الوصول إلى دلالات مختلفة تحملهاArدلالة الأصوات في قصة أصحاب الأخدودMaster